ما هي عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال التي قد تحول عملية الولادة السهلة إلى سباقٍ كبير لإنقاذِ حياة الجنين؟. لعلَها خللٌ في نغماتِ القلب يؤثر سلبًا على إيقاعهِ وإيقاعِ حياةِ الطفلِ بأكملِها.
عيوب القلب الخلقي (مرض القلب الخلقي) إشارة إلى بعض الشذوذ المعينة في بنية القلب أو في الأوعية الكبرى حول القلب، إنه من الطبيعي أن يبدأ قلب الجنين بالتطور في رحم أمه في الأسبوع الخامس من الحمل وسوف يتم تكوينه كاملا في الأسبوع 12 من الحمل،
تلعب المادة الوراثية المعروفة بالجينات دورا هاما في تكوين قلب الجنين حيث إنها يعمل كمخطط أولي في توجيه وظائف القلب، إن العدد الكبير من الجينات مطلوب في تطور قلب الجنين أثناء الحمل وكل الجينات لابد أن تتناسب بعضها بعضا بشكل صحيح فإذا وجد العيب في أي جين من الجينات فإنه سيسبب الشذوذ في البنية في تطور قلب الجنين في الوقت الحالي، هناك جينات قليلة فقط التي يمكن إثباتها بأنها تؤثر في عيوب القلب الخلقية وفي معظم المرضى لم يتمكن الأطباء من تحديد سبب معين للحالات غير أن الطبيب سيقوم بملاحظة بعض العوامل التي تزيد من خطر عيوب القلب الخلقية في الجنين خلال فترة الحمل.
يحتاج الكثيرون لمعرفة كيفية تشخيص وعلاج العيوب الخلقية للقلب عند الأطفال حديثي الولادة. لكن ماذا يخبر اللون الأزرق أو الأرجواني للجلد الأطباء عن الأطفال حديثي الولادة؟ وفي المقابل ماذا عن أهل الطفل؟ متى يلاحظ الأب والأم أعراض إصابة طفلهما الرضيع بتشوهات القلب؟ وكيف سيتمكن الأهل من وصف الأعراض للطبيب ليشخص المرض؟ وهل هناك من علاج لعيوب القلب الخلقية؟ كل ذلك ستتعرفون عليه من خلال المقال التالي.
- ما هي عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال التشخيص والعلاج
- أدوية علاج عيوب القلب الخلقية
- العمليات الجراحية لعلاج عيوب القلب الخلقية
- نمط الحياة المطلوب والعلاجات المنزلية للمصابين بعيوب القلب الخلقية
المحتويات
ما هي عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال
إنها تشوهاتٌ خلقيةٌ تحدثُ في إحدى مراحل التطور الجنيني لتظهر عند الولادة وتؤدي لتغير في بنية القلب والأوعية الكبرى، مما يلحق خللًا في وظيفة القلب واضطرابًا في تدفق الدم، ويعيق بدوره عمل أجهزة جسم الطفل المصاب.
ومن أكثر عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال شيوعًا , الثقب بين البطينين أو الأذينتين، بالإضافة إلى متلازمة فالو. كما تعد رباعية فالو مرض ناتج عن أربعة عيوب قلبية عند الولادة تؤدي لضخ الدم الذي يحوي أكسجين أقل من الكمية اللازمة من خارج عضلة القلب وتوزيعه إلى أنحاء الجسم. لذلك نجد أن جلد الرضع المصابين برباعية فالو يميل إلى الزرقة لأن الدم لا يحمل كمية كافية من الأكسجين اللازم لعمل أجهزة جسم الطفل.
أما أهم أعراض عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال التي تظهر على الطفل المصاب فهي قصر النفس واضطرابات في النظم القلبية وسرعة التنفس. بالإضافة إلى الإرهاق وزرقة الجلد.
كيف يتم تشخيص تشوهات القلب عند الجنين
يشخص الأطباء عادةً عيوب القلب الخلقية قبل الولادة من خلال التحري عن وجود تشوهات في بنية قلب الجنين عبر التصوير بالموجات فوق الصوتية. وهو تصوير روتيني يجريه الطبيب المختص للحامل لقياس مدى تطور الجنين ونموه السليم.
أما أحدث الأبحاث الخاصة بهذا المجال فقد سبقت إليه جامعة كينغز كوليدج لندن وجويز وسانت توماس عبر توصل باحثيها إلى تقنية جديدة تلتقط صورًا دقيقة لأول مرة لقلبجنين وهو في رحم أمه، باستخدام جهاز الرنين المغناطيسي المرتبط بأجهزة حاسوبية دقيقة تستطيع رسم أشكال ثلاثية الأبعاد لقلوب الأجنة النابضة. وبذلك يكون قد توصل الفريق البحثي إلى تقنية تمكن الأطباء من تقديم الرعاية الطبية اللازمة للأجنة المصابين بتشوهات القلب قبل الولادة. بالإضافة إلى التمكن من إنقاذ حياة المواليد المصابين وتقديم العلاج السريع لهم فور الولادة.
يمكنكم الاطلاع على نتائج البحث التفصيلية من خلال مقالته التي نشرت في فبراير 2022 عبر الرابط التالي من هنا.
كيف يتم تشخيص تشوهات القلب لدى الأطفال حديثي الولادة
- قياس الأكسجة النبضية من خلال تحديد كمية الأكسجين في دم الطفل، باستعمال مستشعر يضعه الطبيب على إصبع الرضيع.
- التخطيط الكهربائي لقلب الطفل من خلال وضع الأقطاب الكهربائية الخاصة على صدر الطفل ووصلها بحاسب يعرض مخطط القلب.
- تصوير صدر الطفل بالأشعة السينية.
- تصوير القلب بالرنين المغناطيسي بالصور الثلاثية الأبعاد.
- تخطيط صدى القلب باستخدام الموجات الصوتية مع نشاط الطفل، لتشخيص عمل القلب وصماماته.
- القسطرة القلبية بتوجيه أنبوب باتجاه القلب عبر إحدى الأوعية الدموية.
علاج عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال وحديثي الولادة
لا تعد معالجة عيوب القلب الخلقية مستعصية على الأطباء. فهذه العيوب لا تسبب بالمجمل الموت المفاجئ للطفل الرضيع. بل كثيرًا ما يمكن علاجها بالأدوية أو الجراحات الرائجة.
لكن وفقًا لمؤسسة القلب الألمانية يجب أن يخضع الأطفال المصابين بتشوهات القلب الخلقية للمعاينات الدورية والمتابعة الطبية حتى بعد مرحلة البلوغ، تجنبًا من خطر الإصابة بقصور القلب، ومنعًا من اكتشافه في وقت متأخر مما يصعب علاجه.
أدوية علاج عيوب القلب الخلقية
كثيرًا ما يتزامن وصف الأطباء للأدوية المعالجة لعيوب القلب الخلقية مع إجرائهم للعمل الجراحي المطلوب للمعالجة. أما أهم هذه الأدوية فهي:
- أدوية نظم القلب للتحكم في خلل النبض.
- أدوية منظمة لضغط الدم.
- مدرات البول منعًا لإرهاق القلب نتيجة السوائل الموجودة في الجسم.
العمليات الجراحية لعلاج عيوب القلب الخلقية
تتطلب العيوب الخلقية الشديدة لحديثي الولادة كرباعية فالو أو الثقوب القلبية العادية إجراء إحدى العمليات الجراحية التالية:
- التدخل القلبي الجنيني (في الحالات النادرة التي تتطلب التدخل الجراحي عند الحامل في فترة الحمل لإنقاذ حياة الجنين).
- القسطرة القلبية لحديثي الولادة.
- عمليات القلب المفتوح للأطفال حديثي الولادة.
- عملية زراعة القلب.
نمط الحياة المطلوب والعلاجات المنزلية للمصابين بعيوب القلب الخلقية
- كثيرًا ما تسبب التهابات الأسنان والمشاكل الهضمية التي يتعرض لها المصابون بعيب خلقي في القلب إلى التهابات في صمامات القلب الضعيف. لذا يصف الأطباء لهم المضادات الحيوية للوقاية من هذه المضاعفات.
- لا يمكن للمصابين بعيوب القلب الخلقية ممارسة الرياضة المجهدة، بل هناك نوع معين من النشاط يمكنهم ممارسته بعد استشارة الطبيب المختص.
- على الأهل أن يقدموا الدعم والتشجيع لطفلهم المصاب ليتمكن من التأقلم مع حالته المرضية دون خوف أو قلق، ومساعدته على الشفاء.
- تعد المعاينة الدورية والمتابعة الطبية للطفل المصاب من أهم القواعد التي على الأهل التقيد بها.
وختامًا يبقى وعي الأهل والتزامهم بالقواعد الطبية والصحية اللازمة لحماية طفلهم ومعالجته من الإصابة بعيوب القلب الخلقية ملاذهم الآمن وصولًا لإيقاعٍ طبيعي لقلب طفلهم بعد شفائه.
النمو والتطور :
قد تعوق بعض عوامل عيوب القلب الخلقية نمو الطفل البدني .وهذه تشمل تسرع نبض القلب وزيادة معدل التنفس ونقص الشهية وقلة تناول الطعام بسبب تسرع التنفس والتعب، وسبب نقص النمو الأكثر شيوعا هو عدم الحصول على السعرة الحرارية والتغذية كافيا.
أحيانا يبدو أن الطفل يتناول يشرب اللبن بشكل كافي غير أن الوزن لا يزيد إلا قليلا وذلك بسبب إحتياجه للسعرة الحرارية أكثر، ينبغى على الطفل المصاب بعيوب القلب الخلقية الحصول على حوالي 250-450 جرام شهريا.·
يستطيع معظم الأطفال المصابين بعيوب القلب الخلقية حضور المدرسة، غيرأنهم قد يواجهون بعض الصعوبات في الدراسة قد يقترح الطبيب المختص بخطة الدراسة مع الأسرة للبحث عن الحل الأمثل للطفل.·
قد يؤدي عيوب القلب الخلقي إلى الخطر المتزايد لإلتهاب بطانة القلب المعدي، وجدير بالذكر أن الفم هو المصدر الرئيسي للجراثيم التي تتسبب في العدوى فينبغي الحفاظ على صحة الفم للوقاية من العدوي .
ويحتاج بعض الطفال المصابين بهذا المرض لمضادات حيوية قبل الخضوع للجراحة أو إجراءات الأسنان للوقاية من عدوي القلب.· يحتاج بعض الأطفال المصابين بعيوب القلب الخلقي للإجراءات والجراحة المتعددة طوال حياتهم، ورغم نجاح العملية لا يزال هؤلاء الأطفال محتاجين للعلاج المستمر في بقية حياتهم.