تضخم القلب في الاطفال

يعدّ تضخم القلب في الاطفال أو كما يُسمّى في ميدان الطب Cardiomegaly أحد أكثر المشاكل الصحيّة خطورةً، والتي تُشكّل تهديداً حقيقياً على حياة البشر وخاصة الأطفال.

وتنتج هذه المشكلة عن عددٍ من المُسبّبات والعوامل، وتُرافقها مجموعة من الأعراض التي تنذر بحدوثها، علماً أنّ تضخّم القلب يتمثّل في زيادة كبيرة وتضخم في حجم القلب عن الوضع الطبيعي، وذلك بسبب زيادة سماكة الجدار العضلي المبطّن للقلب.

ممّا يؤدّي إلى تراجع قوته وكفاءته في ضخ الدم إلى كافة أنحاء الجسم، وبالتالي حدوث العديد من المضاعفات الخطيرة، من خلال التأثير السلبي على كافة العمليات الحيوية في الجسم، وفيما يلي كل ما يتعلق بهذا الجانب، فضلاً عن استعراض أبرز الطرق الوقائية الكفيلة بالتقلّيل من احتمالية التعرض لهذه المشكلة.

لا يُعدّ تضخّم القلب (بالإنجليزية: Cardiomegaly) مرضاً بحدّ ذاته، وإنّما إحدى العلامات التي قد تدلّ على الإصابة بعدد من المشاكل الصحيّة الأخرى، ويمكن للأشخاص من مختلف الفئات العُمريّة المعاناة من مشكلة تضخّم القلب حتى الأطفال، ومن الجدير بالذكر أنّ تضخّم القلب قد يكون مؤقتاً، وقد يكون مزمناً حسب المسبّب الرئيسيّ للمشكلة، كما تجدر الإشارة إلى إمكانيّة علاج مشكلة تضخّم القلب بعلاج المسبّب الرئيسيّ لها، وهناك العديد من الخيارات العلاجيّة المختلفة التي يمكن استخدامها حسب حالة الشخص المصاب مثل: العلاجات الدوائيّة والجراحيّة

أعراض تضخم القلب في الاطفال

زيادة كبيرة في الوزن. شحوب في لون الجلد والبشرة. ضعف وتعب عام، وإجهاد بدني ملحوظ عند أداء أي نشاط. صعوبة في التنفس. الإصابة بالوذمة. ظهور تورّمات في القدم. تسارع في ضربات القلب. سعال متواصل. أوجاع كبيرة في الصدر. مشاكل أخرى في القلب.

في معظم الحالات لا تظهر أعراض الإصابة بتضخّم القلب في المراحل الأولى من التضخّم، وإنّما تظهر عند تطور المشكلة إلى تضخّم متوسط وشديد، ومن الأعراض والعلامات التي قد تظهر على الشخص المصاب في هذه الحالات، نذكر ما يأتي:

• التعب الشديد.
• الدوخة.
• السعال.
• انتفاخ البطن.
• ضيق التنفّس.
• انتفاخ الساقين، والكاحلين، والقدمين.
• عدم انتظام ضربات القلب.

أسباب تضخم القلب في الاطفال

تعتبر العوامل الوراثية من الأسباب التي تزيد من حدة هذه المشكلة. مشاكل ارتفاع ضغط الدم. عدم انتظام ضربات القلب. الضغط الرئوي المرتفع. الأنيميا. الفشل الكلوي. العدوات الفايروسية الخطيرة. مرض الشريان التاجي.

تشخيص تضخم القلب في الاطفال

تشخيص تضخم القلب عند الأطفال يستخدم الطبيب بشكل أساسي الأشعة السينية على الصدر لتشخيص مشكلة تضخم القلب، كما يمكن أن يستخدم مخطط صدى القلب أو أشعة الإيكو لتشخيص الحالات الكامنة وراء حدوث تضخم القلب، بما في ذلك تشوهات القلب الخلقية. ويمكن أن يلجأ الطبيب إلى بعض اختبارات التصوير الأخرى مثل الأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي، وفي بعض الحالات قد يتم إجراء رسم القلب الكهربائي والخزعة القلبية، وكلها اختبارات لتحديد السبب الدقيق الذي أدى إلى هذه الحالة حتى يمكن علاجه.

• إجراء الفحوصات السريرية الطبية.
• التصوير عبر الأشعة السينية أو كما تُسمى بالـ X-ray.
• تخطيط القلب أو ECG.
• التصوير المقطعي المحوسب أو CT.
• الرنين المغناطيسي أو MRI. فحص ضغط الدم.
• عملية قسطرة القلب.

علاج تضخم القلب في الاطفال

يعتمد علاج تضخم القلب بشكل أساسي على علاج الحالة الطبية الكامنة وراء الإصابة به، وقد يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى استخدام الأدوية التي تساعد على تنظيم ضربات القلب وتحسين الأعراض.

الوقاية من تضخم القلب في الاطفال

من منطلق أنّ درهم وقاية خير من قنطار علاج، يجب الالتزام بالإرشادات التالية: تناول كميات كافية من الماء، بمعدّل يترواح ما بين أربعة إلى ستة أكواب يومياً. الحرص على ممارسة التمارين الرياضية بشكل دوري ومستمر، وبمعدّل لا يقل عن مرتين في الأسبوع. خفض الوزن الزائد، وذلك باتباع الحميات الغذائية التي يمكن من خلالها الإكثار من الألياف والخضروات والفواكه. تجنب تناول الحلويات بكثرة. اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة. تجنّب مثيرات القلق والتوتر، والابتعاد عن مسببات الاكتئاب. الابتعاد تماماً عن التدخين. تجنب تناول المشروبات الروحية. التقليل من الملح في الطعام.

تنويه: يجدر الذكر بأنّ علاج هذه المشكلة الصّحية يعتمد بصورة مباشرة على المُسبّب الرئيسي الذي يقف وراء حدوثها، ومن خلال ضبط معدّل ضغط الدم في الجسم.

هل تضخم القلب في الاطفال مرض خلقي؟

عادةً ما يستخدم عامة الناس مصطلح تضخم القلب لوصف الحالات التي تكون فيها عضلة القلب متوسعة، أو حجم القلب أكبر من الطبيعي، أو الحالات التي تكون فيها أحد الشرايين الخارجة من القلب، مثل الشريان الأورطي متضخمًا، إلّا أنّ مصطلح تضخم القلب طبيًا يصف الزيادة في حجم وكتلة القلب مقارنة بالوضع الطبيعيّ،

ويُعزى سبب حدوثهِ إلى العديد من الحالات المرضية المختلفة، إلّا أنّ السبب الأكثر شيوعًا لحالات تضخم القلب لدى الأطفال هي المعاناة من العيوب الخلقية في عضلة القلب، كوجود ثقب في القلب، أو الإصابة بعض الاضطرابات الأخرى، كعيوب الحاجز الأذيني، أو القناة الشريانية السالكة، وغيرها، والتي بدورها تُسبب انتقال كميات كبيرة من الدم إلى الرئتين أكثر من المعتاد، مما يؤدي إلى إعادة كمية أكبر من الدم إلى القلب، الأمر الذي يمكن أن يتسبّب بزيادة حجم القلب وتضخمه.

هل توجد أنواع لتضخم القلب في الاطفال؟

يوجد العديد من الحالات المختلفة لتضخم القلب عند الأطفال، إذ يمكن أن تنشأ هذه الحالة نتيجةً لوجود مشاكل في صمامات القلب، كالصمامات التي لا تفتح بشكلٍ صحيح، أو الصمامات المرتخية، مما يتسبب بزيادة الضغط على القلب والذي بدوره يؤدي إلى تضخم عضلة القلب، ففي حال الإصابة بارتجاع الصمام الأبهري سيعاني الطفل من تضخم البطين الأيسر مع مرور الوقت، وفي بعض الحالات النادرة قد تؤدي الإصابة ببعض مشاكل عضلة القلب والتي تتمثّل بعدم انقباض عضلة القلب جيدًا إلى تضخم عضلة القلب كآلية تعويضية، ومن الأسباب الأخرى لتضخم القلب عند الأطفال المعاناة من اعتلال عضلة القلب، وتجدر الإشارة إلى أنه السبب الأكثر شيوعًا، وفي الحقيقة توجد عدة أنواع لهذه الحالة، ويمكن أن تشمل الحالات التالية:

اعتلال عضلة القلب التوسعي (DCM):

يُعدّ اعتلال عضلة القلب التوسعي أو ما يُعرف بقصور القلب الاحتقاني أحد أكثر أنواع اعتلال القلب التي تتسبّب بتضخم القلب عند الأطفال، وهي حالة تتمثّل بتوسع أو تضخم غير طبيعي في البطين الأيسر و/ أو البطين الأيمن، ويُعزى سبب حدوثهِ في الغالب إلى ضعف عملية ضخ القلب للدم، مما يتسبّب في انخفاض قدرة القلب على توزيع الدم إلى الرئتين، وباقي أجزاء الجسم، بالإضافة إلى تضخم عضلة القلب، وغالبًا ما تتسبّب هذه الحالة لدى الأطفال بالتهيّج، والسعال المستمر، وضيق التنفس، والصفير، بالإضافة إلى سوء التغذية، التي قد تؤدي إلى الفشل في زيادة الوزن بالمعدل المتوقع، وفشل النمو.

اعتلال عضلة القلب الضخامي (HCM):

يُعرف اعتلال عضلة القلب الضخامي على أنّه أحد الاضطرابات الوراثية في ​​عضلة القلب، ويحدث نتيجة زيادة سمك جدران عضلة القلب بشكلٍ كبير، مما يؤدي إلى تضخم القلب، وزيادة كتلته، ولسوء الحظ، يمكن أن تكون هذه الحالة صامتة، ولا تسبب أي أعراض، وفي بعض الحالات التي تظهر فيها الأعراض فقد يعاني الأطفال والرضع المصابين من ضيق في التنفس عند الإجهاد، والإرهاق، والتعرق المفرط، بالإضافة إلى ضعف الشهية، ومع تقدّم الأطفال المصابين في العمر، قد يُعانون من ألم في الصدر، وعدم انتظام ضربات القلب، والدوخة، أو نوبات الإغماء.

اعتلال عضلة القلب التقييدي (RCM):

يُعدّ هذا النوع من اعتلال القلب نادرًا جدًا عند الاطفال، وهي حالة تتمثّل بتيّبس الجدران العضلية للقلب، مما يعيق تدفق الدم إلى القلب، وقد تتسبّب هذه الحالة بضيق التنفس، وألم الصدر، وضعف الشهية، بالإضافة إلى تجمّع السوائل في البطن، والقدمين، واحتقان الرئتين، وتضخّم الكبد.

خلل تنسج البطين الأيمن المحدث لاضطراب النظم (ARVD):

يُعد أحد أنواع اعتلال عضلة القلب غير الإقفاري النادرة، إذ يتم استبدال النسيج العضلي الطبيعي للبطين الأيمن بالأنسجة الدهنية مما قد يؤثر في وظيفة البطين الأيسر في بعض الحالات، وفي الحقيقة تختلف أعراض الإصابة به بشكلٍ كبير، وتتمثل أعراض الإصابة به المعاناة من عدم انتظام نبضات القلب، وضيق في التنفس، وألم في البطن.

أسئلة شائعة حول تضخم القلب في الاطفال

قد تثير حالات تضخم القلب في الاطفال العديد من الاستفسارات لدى الوالدين، ومن أهم هذه الاستفسارات ما يأتي:

كيف يمكن تشخيص تضخم القلب في الاطفال؟

يمكن للطبيب من تشخيص إصابة الطفل بتضخم عضلة القلب من خلال إجراء عدد من الفحوصات المختلفة، نبينها كما يأتي:[٤] التصوير بواسطة أشعة الصدر السينية؛ وهو اختبار يعطي فكرة عامة عن الحجم الكلي للقلب، والأوعية الدموية. الفحص البدني الدقيق، وتقييم الأعراض التي يُعاني منها الطفل. تخطيط صدى القلب بواسطة الموجات فوق الصوتية للقلب. تخطيط القلب الكهربائي (ECG). قسطرة القلب. أخذ خزعة من عضلة القلب.

هل يمكن أن يتسبّب تضخم القلب في الاطفال بالموت للطفل؟

بالرغم من أنّ العديد من حالات تضخم القلب عند الأطفال تكون قابلة للعلاج، وتستجيب للعلاجات الطبية المختلفة، إلّا أنّ بعض الحالات يمكن أن تتسبّب بالموت المفاجئ للطفل، كالحالات التي تنجم عن اعتلال القلب الضخامي أو التقييدي

عيوب القلب الخلقية في الاطفال

مايوكلينيك