حديثٌ مثيرٌ للرعب هو ذلك الذي يدور حول علامات فشل عملية القلب المفتوح للاطفال، وصولًا إلى مرحلة التعافي بعد جراحة القلب. حيث كان ينتظر الأب والأم بفارغ الصبر خبر نجاح جراحة القلب المفتوح لطفلهم. إلا أن عملية القلب المفتوح للأطفال اليوم لم تعد خطيرة، بل أضحت تتميز بارتفاع نسبة نجاحها.
تحمل كل جراحات القلب المفتوح خطر حدوث مضاعفات. هذه المخاطر تكون خاصة بالإجراء الذي يتم إجراؤه ، بالإضافة إلى المخاطر العامة للجراحة والمخاطر المرتبطة بالتخدير . تختلف المخاطر من نوع واحد من جراحة القلب إلى نوع آخر (بما في ذلك تطعيم اصلاح الشريان التاجي وإصلاح العيوب الخلقية وإصلاح الصمامات والمزيد) ، وقد تكون أعلى إذا تم إيقاف القلب وضخ الدم عن طريق جهاز القلب الصناعي بدلاً من القلب أثناء العملية.
لا يمكن إلا للجراح أن يحدد مخاطر تعرض الطفل لمضاعفات من جراحة القلب المفتوح لأن حالة الطفل الصحية الحالية ، والإجراء الذي تخضع له ، والعوامل الشخصية الإضافية مثل العمر والجنس تؤثر على مستوى المخاطر . تزداد المخاطر عند المرضى الذين يبلغون من العمر شهرا او اقل ، والمرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية في القلب سابقًا ، والذين يعانون من أمراض مزمنة مثل مرض الكلى والكبد او عيوب خلقية اخرى .
في بعض الحالات ، يمكن تقليل مستوى المخاطرة عن طريق تناول الأدوية الموصوفة وإجراء تغييرات في نمط الحياة بما في ذلك تناول نظام غذائي مغذي قبل الجراحة .
المحتويات
- 1 المضاعفات المحتملة أثناء وبعد كعلامات لفشل عملية القلب المفتوح للاطفال
- 2 مخاطر جراحة القلب “على المضخة او ماكينة القلب الصناعي “
- 3 علامات فشل عملية القلب المفتوح للاطفال
- 4 عوامل تزيد من فرص ظهورعلامات فشل عملية القلب المفتوح للاطفال
- 5 التعافي بعد جراحة القلب المفتوح عند الطفل :التاهيل لمنع ظهور علامات فشل عملية القلب المفتوح للاطفال
- 6 النظام الغذائي بعد جراحة القلب للطفل
- 7 الأنشطة والقواعد المتبعة بعد عملية القلب المفتوح للاطفال
المضاعفات المحتملة أثناء وبعد كعلامات لفشل عملية القلب المفتوح للاطفال
يتم التعامل بشكل روتيني مع بعض المضاعفات الأكثر شيوعًا لجراحة القلب خلال ساعات وأيام التعافي في المستشفى. تتم مراقبة المريض عن كثب لهذه المضاعفات من قبل الفريق الطبي ومن خلال الاختبارات المعملية .
- النزيف : قد يحدث في موضع الشق أو من منطقة القلب حيث يتم إجراء الجراحة
- نظم القلب غير الطبيعي : في حالات نادرة ، قد يكون من الضروري استخدام منظم ضربات القلب الخارجي أو الداخلي الدائم لتصحيح هذه المشكلة.
- تلف القلب الإقفاري: تلف أنسجة القلب بسبب نقص تدفق الدم إلى القلب
- الوفاة: يزداد خطر الوفاة في العمليات الجراحية حيث يتم إيقاف القلب لإجراء العملية.
- جلطات الدم: قد تتشكل الجلطات في القلب وحوله أو تنتقل عبر مجرى الدم.
- السكتة الدماغية: تحدث غالبًا بسبب الجلطات التي تتكون في الدم بعد الجراحة
- فقدان الدم : في بعض الحالات ، قد يكون من الضروري نقل الدم.
- جراحة الطوارئ: إذا تم اكتشاف مشكلة بعد الجراحة ، فقد تكون الجراحة الطارئة ضرورية لإصلاح أي مشاكل.
- التامبوناد القلبي (التامبوناد التامور): حالة تهدد الحياة حيث يمتلئ التامور ، وهو الكيس المحيط بالقلب ، بالدم. هذا يجعل من الصعب أو المستحيل على القلب أن يعمل بشكل كامل.
- انفصال عظم الصدر أثناء الشفاء : قد يؤدي انفصال عظم القص إلى إبطاء عملية التئام العظم. تساعد الاحتياطات القصية على منع هذا بالإضافة إلى الشد المفرط للشق الجراحي.
مخاطر جراحة القلب “على المضخة او ماكينة القلب الصناعي “
خلال بعض جراحات القلب ، يجب إيقاف القلب حتى يكمل الجراح الإجراء. ويتم ذلك لسببين. أولاً ، ضخ القلب هو “هدف متحرك” ، مما يجعل الجراحة صعبة أو مستحيلة بالنسبة للجراح. ثانيًا ، تتطلب بعض العمليات الجراحية أن يقوم الجراح بعمل شق في القلب ليعمل داخل غرف القلب ، مما قد يتسبب في نزيف لا يمكن السيطرة عليه إذا كان القلب يضخ الدم.
إذا كان من الضروري إيقاف القلب ، فسيتم استخدام جهاز المجازة القلبية الرئوية او القلب الصناعي . يقوم هذا بتزويد الدم بالأكسجين ويضخه عبر مجرى الدم عندما يتعذر على القلب والرئتين. غالبًا ما تسمى الإجراءات التي تتطلب القلب الصناعي إجراءات “على المضخة او قلب مفتوح “. في حين أن جهاز القلب الصناعي قد تحسن بشكل كبير في السنوات الأخيرة الا انه لا تزال هناك مخاطر مرتبطة باستخدامه.
يزيد استخدام القلب الصناعي من المخاطر الاتية بشكل كبير
- النزيف: تزداد المخاطر بسبب أدوية منع تجلط الدم المستخدمة أثناء الضخ.
- جلطات الدم
- السكتة الدماغية : تزيد المجازة القلبية الرئوية من خطر الإصابة بالجلطات التي قد تنتقل إلى الدماغ.
- تلف الكلى أو الرئة
- ” خلل عصبي دماغي “: في بعض المرضى ، يمكن أن يتسبب استخدام مضخة المجازة القلبية الرئوية في تشوش التفكير والارتباك بعد الجراحة.
- الموت: بعد توقف القلب ، في حالات نادرة ، قد لا يتمكن من البدء مرة أخرى بمجرد اكتمال الإجراء.
يولد بعض الأطفال وهم يعانون من أحد عيوب القلب الخلقية التي تعد خللًا في تركيب قلب الطفل حديث الولادة، مما يؤثر سلبًا على صحته و إيقاعِ حياتهِ بأكملِها.
كثيرًا ما تتطلب عيوب القلب الخلقية للأطفال حديثي الولادة إجراء عمليات القلب المفتوح. أما أهم هذه العيوب فهي الثقوب القلبية بين البطينين أو الأذينتين أو رباعية فالو (أربعة عيوب قلبية تؤدي لضخ الدم الحاوي لكمية قليلة من الاكسجين للأعضاء) . لكن ماذا بعد جراحة القلب المفتوح للأطفال؟ وما نسبة نجاح هذه العمليات عند الأطفال؟ وما هي أهم علامات فشل عملية القلب المفتوح للاطفال ؟ كل ذلك ستجدونه من خلال المقال التالي.
علامات فشل عملية القلب المفتوح للاطفال
تعد جراحة قلب الاطفال امنة الي حد كبير لكن قد قد تحدث مجموعة من الأعراض والعلامات الخطرة بعد عملية القلب المفتوح للأطفال. وأهمها: (الالتهاب الرئوي، حدوث النزيف، اضطراب نظم القلب أو النوبات القلبية، الجلطات الدموية).
كما تشمل جميع جراحات القلب المفتوح المخاطر المتعلقة باستخدام المجازة القلبية الرئوية-ماكينة القلب الصناعي والتي يتم بواسطتها السيطرة على الدوران الدموي والحفاظ على تركيز الاكسجين في أعضاء الجسم أثناء العملية . إلا أنها أصبحت اليوم أكثر سلامة وتتجاوز مرحلة المضاعفات بغضون أربع إلى ثمان ساعات. أما مرحلة الخطر لكافة العلامات فهي عادةً ما تكون بعد العمل الجراحي بحدود 48 ساعة.
ونقلًا عن معهد القلب الامريكي ، غالبًا ما ترتبط مخاطر القلب الصناعي من خلال إمكانية تفعيل استجابة التهابية في الجسم بمعني حدوث التهاب شديد في الدم نتيجة لمروره علي قنوات القلب الصناعي . ويكمن حدوث الاستجابة الالتهابية بعد عملية القلب المفتوح ايضا لأن القلب والرئة يعملان على تنشيط الجسم لإطلاق المواد الالتهابية. وهذا هو سبب تورم الطفل بعد العملية، فيمكن أن تمتلئ رئتاه بالسوائل.
بالإضافة إلى ذلك يمكن حدوث انصمام الدماغ، أو السكتة الدماغية بعد جراحة القلب، إلا أن نسبة حدوث هذا الخطر أقل من واحد بالمئة.
كما يعد النزيف أحد علامات الخطر بعد جراحة القلب المفتوح ويعود لاستخدام الهيبارين (مميع الدم) أثناء العمل الجراحي، وقد يحدث النزيف مكان وضع الغرز الطبية. لكن تنخفض نسبة إعادة الجراحة بعد النزيف حتى 2 بالمئة. حيث يمكن السيطرة على النزيف بالأدوية والضمادات.
وقد يتعرض القلب نفسه بعد العمل الجراحي للخطر من خلال اضطراب نظمه، وقد تتعرض وظيفته لنقص التروية. وعادةً ما يحتاج قلب الطفل بعد عملية القلب المفتوح بعض الوقت للتكيف.
عوامل تزيد من فرص ظهورعلامات فشل عملية القلب المفتوح للاطفال
يرتبط نجاح عمليات القلب المفتوح على وضع الطفل عند الولادة ونوع عيوب القلب التي يعاني منها. الأمر الذي يرتبط بدوره بالمخاطر المحتملة بعد جراحة القلب المفتوح للأطفال. إلا أن التطور العلمي في هذا المجال جعل بعض العمليات كتصحيح الحاجزين الأذيني والبطيني ناجحة بنسبة كبيرة، وذلك لانخفاض معدل الوفاة بنسبة حتى الصفر بالمئة. أما عيوب القلب الأكثر تعقيدًا عند الأطفال كرباعية فالو فخطرها يقل عن الخمسة بالمئة. وتعد مخاطر إصلاح عيوب البطين المفرد مرتفعة أكثر وهي تتراوح بين 15-20 بالمئة. أما أهم العوامل التي ترفع من خطر ظهور علامات فشل عملية القلب المفتوح للاطفال فهي:
- نوع عيب القلب الخلقي ونوع عملية القلب المفتوح (تصحيحات الحاجزين الأذيني والبطيني، إجراءات رباعية فالو،….).
- تزيد الولادة المبكرة من ظهور خطر ما بعد جراحة القلب المفتوح.
- حالة الطفل حديث الولادة، فانخفاض وزن المولود عند الولادة يرفع من نسبة ظهور علامات فشل عملية القلب المفتوح.
- تظهر إصابة المولود ببعض الأمراض كالفشل الكلوي وأمراض الكبد بعض علامات فشل عملية القلب المفتوح.
التعافي بعد جراحة القلب المفتوح عند الطفل :التاهيل لمنع ظهور علامات فشل عملية القلب المفتوح للاطفال
ماذا يتوجب على الأهل معرفته بعد العودة إلى المنزل مع طفلهم الذي خضع لعملية القلب المفتوح؟ ومتى سيتماثل الطفل إلى الشفاء؟
- على الأهل أن يعتنوا بجرح الطفل ويحافظوا على جفافه وتنظيفه برفق وعدم وضع أي كريمات أو زيوت عليه، وعدم استحمام الطفل بحوض الاستحمام لمدة تصل إلى أربعة أسابيع حتى موعد سقوط الغرز الطبية، وعادة ما يزيل الطبيب الغرز العلوية والسفلية للجرح بعد أسبوعين من العملية عند مراجعته الأولى.
- تمتد فترة الشفاء حتى الثلاثة أشهر تقريبًا. كما يجب ألا يحصل الطفل على اللقاحات حتى التعافي بعد جراحة القلب المفتوح عند الأطفال.
- يجب على الأهل الاتصال الفوري بالطبيب عند ظهور أحد الأعراض التالية على الطفل خلال فترة التعافي: (التنفس السريع أو الثقيل، التعرق المفرط، النعاس الشديد، عدم القدرة على الشرب أو تناول الغذاء، انتفاخ العينين أو الوجه، التهيج).
النظام الغذائي بعد جراحة القلب للطفل
تعد التغذية السلمية بعد جراحة القلب المفتوح من اهم العوامل التي تمنع ظهور علامات فشل عملية القلب المفتوح للاطفال حيث تساعد الجسم علي النقاهة وتعويض الفاقد اثناء الجراحة .
يمكن أن تقدم الأم الحليب الصناعي لطفلها الرضيع بعد إجراء عملية القلب المفتوح، ما لم يطلب الطبيب خلاف ذلك. كما يجب تحديد وقت التغذية بثلاثين دقيقة كي لا يشعر الطفل بالإرهاق.
أما فيما يخص الأطفال الصغار وممن هم في عمر المدرسة فعلى الأهل تشجيعهم لاتباع نظام غذائي متوازن يحوي الأطعمة الصحية المعززة للشفاء كالحليب واللحوم والفواكه والخضراوات. كما يجب الاتصال الفوري بالطبيب عند عدم تمكن الطفل من تناول الطعام أو عند التقيؤ أو انخفاض الوزن.
الأنشطة والقواعد المتبعة بعد عملية القلب المفتوح للاطفال
- يجب على الأهل توخي الحذر عند رفع الطفل الرضيع الذي خضع لعملية القلب المفتوح، حيث يتم تأمين دعم منطقة الرأس وأسفلها بالأيدي.
- يجب الحد من النشاط المفرط للأطفال الصغار وممن هم في عمر المدرسة مع تشجيعهم على اللعب أو المشي. وتجنب تعرضهم لصدمات على منطقة الصدر وتجنب ممارسة رياضة ركوب الدراجة أو التسلق أو التزلج على الجليد.
- يمكن عودة الأطفال إلى مدارسهم بعد مضي أسبوعين إلى ستة أسابيع حسب حالة الطفل ورأي الطبيب المختص.
- إخبار طبيب الأسنان عند معالجة أسنان الطفل بأنه قد خضع لعملية قلب مفتوح كي يصف له المضادات الالتهابية اللازمة.
وتبقى مراقبة الأهل لطفلهم الذي خضع لعملية القلب المفتوح وملاحظة مدى ظهور الأعراض الجانبية عليه-علامات فشل عملية القلب المفتوح للاطفال- ، بالإضافة لاتباع تعليمات الطبيب، وتشجيع الطفل على التكيف مع الحياة بعد إجراء العمل الجراحي ومتابعة حالته باستمرار من أهم القواعد المساعدة على شفاء الطفل وعدم تعرضه لمخاطر صحية في المستقبل.