المحتويات
تجربتي مع عملية القلب المفتوح للاطفال
إرهاقٌ مُستمر، صعوبةٌ في التنفس، ضرباتٌ قلبٍ غير مُنتظَمِة، وقدمٌ متورِّمة.. تلك هي الأعراض التي تُصيب مرضى ثقب بين الاذينين وارتجاع الصمام الميترالي (الصمام الذي يفصل بين حُجرتي القلب اليُسرَتين فيُحافِظ على تدفق الدم في الاتجاه الصحيح).
مَن يُصاب بذلك المَرض القلبي الخطير يخوض تجربةً صعبة مليئة بالتعب البدَني والقلق.. في مقال “تجربتي مع اصلاح ثقب بين الاذينين وارتجاع الصمام الميترالي للاطفال ” نطرح لكَ -عزيزي القارئ- تجربة أحد المرضى مع مُشكلة ثقب بين الاذينين وارتجاع الصمام الميترالي، فهيَّا نبدأ رحلتنا.
ألقِ نظرة على مرض ثقب بين الاذينين وارتجاع الصمام الميترالي
نبدأ مقالنا اليوم بعنوان “تجربتي مع اصلاح ثقب بين الاذينين وارتجاع الصمام الميترالي” بإلقاء نظرة سريعة على ماهية ذلك المرض في نقاطٍ بسيطة:
- الصمام نسيج رقيق مُكوَّن من وريقات (أو سدائل).
- توجد أنواع عديدة من الصمامات تفصل بين حجرات القلب الأربع، أو بين بعض حجرات القلب والشرايين.
- تفتح وريقات الصمام لتسمح للدم بالمرور والانتقال بين حجرات القلب، ومن حجرات القلب إلى بعض الشرايين.
- تُغلق وريقات الصمام لكي تمنع عودة الدم إلى الخلف (عودة الدم إلى الخلف تعني أنه يتدفق عكس الاتجاه الطبيعي).
- يوجد حاجز بين الاذينين وعند وجود ثقب يختلط الدم بين الغرف القلبية مما يسبب زيادة تدفق الدم .
تُسمى الحالة التي لا تُغلِق فيها الوريقات بإحكام “بارتجاع الصمام”.. هيَّا بنا نتعرف على تجربة أحد المرضى مع مرض ثقب بين الاذينين وارتجاع الصمام الميترالي تحديدًا.
كيف أنقذ الفحص الدوري حياة إنسان؟
نتحدث اليوم عن شخصٍ يبلغ من العمر 12 سنة يقُصُّ علينا والده أنَّ طبيب القلب أخبره ذات مرة: “إذا كان لديكَ تاريخًا عائليًا للإصابة بأحد أمراض القلب والشرايين، احرص على زيارة الطبيب والخضوع للفحص الطبي بصورة دورية لاولادك ”.
بالفعل، كان ذلك الشخص يمتلك تاريخًا عائليًا للإصابة بأمراض القلب، فلقد تُوفي والده مُتأثرًا بأحد تلك الأمراض، وهو ما دَفَعه للعَمَل بنصيحة الطبيب والخضوع للفحص الطبي دوريًا.
لحظة اكتشاف المشكلة
كانَ الشخص -الذي نتحدث عنه اليوم- يزور الطبيب للاطمئنان على سلامةِ قلب الطفل وفي إحدى زيارات الفحص، توالت الأحداث كالآتي:
- وَضعَ الطبيب السماعات الطبية علي صدر الطفل ليسمَع ضربات القلب.
- سَمِع صوتًا غير طبيعي وغير مُنتظم (يُعرف ذلك الصوت طبيًا باسم النفخة القلبية – Heart murmur).
- شكَّ الطبيب في أنَّ الطفل مُصابٌ بثقب بين الاذينين وارتجاع الصمام الميترالي.
مرحلة تأكيد التشخيص
أراد الطبيب أن يتأكد من التشخيص، فطلب من الاب بعض الفحوصات التشخيصية، مثل:
- تخطيط كهربية القلب (رسم القلب).
- مُخطط صدى القلب.
- تصوير منطقة الصدر بالأشعة السينية، والرنين المغناطيسي (MRI).
- القسطرة القلبية.
بعد اطلاع الطبيب على نتائج تلك الفحوصات، أكدَّ للاب قائلًا: “أن الولد مصاب ثقب بين الاذينين وارتجاع الصمام الميترالي، وينبغي تجهيز الولد للخضوع لجراحة دقيقة في القلب”.
هكذا أنقذ الفحص الطبي الدوري حياة ذلك الطفل المريض.. فالكشف ساعدَ على تشخيص المُشكلة وتحديد خطة العلاج قبل تطوُّر المرض.
تجربتي مع ثقب بين الاذينين وارتجاع الصمام الميترالي
مشاعري الأولى بعد التشخيص
يُخبرنا ابو الطفل المريض عن شعوره بعد عِلمه بالتشخيص: “أصابني القلق والخوف مُنذ أن عِلمت أنني سأخوض تجربتي مع ثقب بين الاذينين وارتجاع الصمام الميترالي وعلاجه؛ فأنا أعلم أنَّ أمراض القلب خطيرة”.
ثم استكمل: “بعد أن عُدت إلى منزلي، سألت نفسي: كيف يكون الطفل مُصابًا ولم تظهر عليه اعراض ثقب بين الاذينين وارتجاع الصمام الميترالي؟! لكن بعد لحظاتٍ.. تذكرت الآتي:
- ضيق النَفَس الذي كان يُصيب الولد عند بذل المجهود، لكنّي تجاهلته.
- الإرهاق البدني الدائم الذي كُنت أعتقد أنه ناتج عن قلِة ساعات النوم أو المجهود الذي يبذله الطفل في اللعب والدراسة.
- قدم الطفل التي كنت أعتقد أنَّها متورِّمة بسبب ساعات اللعب الكثيرة .
كلها أعراض كانت تُنذرني بأن هناك أمرٌ ما غير طبيعي، لكنِّي تجاهلتها، ولولا التزامي بالخضوع للفحص الدوري لدى طبيب القلب، لَمَا تم تشخيص حالة ابني ثم تجهيزه لبدء العلاج في الوقت المناسب.. الحمد لله”.
العلاج
يستكمل ابو الطفل المريض -الذي نقصُّ تجربته عليكَ اليوم- حديثه عن علاج الصمام الميترالي موضحًا: “كانت تجربتي مع ثقب بين الاذينين وارتجاع الصمام الميترالي وعلاجه ناجحة، لكنّي كُنت قلقًا بسبب الخضوع لجراحة القلب المفتوح”.
يُطمئن أطباء جراحة القلب والصدر المرضى بأنَّ عملية استبدال الصمام الميترالي المُرتخي يسيرة جدًا، فهي تتضمن:
- إزالة الصمام التالف.
- ومن ثمَّ استبداله بصمامٍ آخر سليم (صناعي أو بيولوجي مأخوذ من أحد المتبرعين).
ملحوظة: غالبًا ما يستخدم الأطباء الصمام الصناعي (الميكانيكي) في مُعظم الجراحات.
حياة الطفل بعد تركيب الصمام الجديد
أخيرًا، يصف لنا ابو الطفل المريض طبيعة حياته بعد تركيب الصمام الميترالي الجديد قائلًا: “انتهت تجربتي مع ثقب بين الاذينين وارتجاع الصمام الميترالي وأعراضه على خير بفضل الله، فأنا الآن ارى ابني يمارس نشاطه اليومي بطريقة طبيعية، فيذهب إلى مدرسته ، ويمارس الرياضة البسيطة، ولا يشعر بأي آلام”.
يؤكد أطباء جراحة القلب والصدر تحسُّن نمط حياة المرضى بعد الخضوع لعملية تغيير الصمام الميترالي، كما يوضحون أنَّ نسب نجاح تلك الجراحة تصل إلى 95% أو أكثر.
نصائح لمرضى تجربتي مع اصلاح ثقب بين الاذينين وارتجاع الصمام الميترالي
يُوجِّه أطباء القلب مجموعة نصائح لمرضى ارتجاع الصمام الميترالي من أجل منع تطور أعراض المرض، أبرزها الابتعاد عن الخوف والضغط العصبي قبل الخضوع للعلاج؛ فالخوف يؤثر بالسلب على ضربات القلب، وهو ما يزيد من حِدَّة أعراض المرض.
إضافةً إلى الابتعاد عن الخوف والقلق، يوصي الأطباءُ مرضى ارتجاع الصمام الميترالي باتباع الآتي:
- تناول الطعام الصحي الخالي من الدهون.
- الحفاظ على وزن مثالي، لأن السمنة المفرطة تزيد احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
- مراقبة مستوى ضغط الدم بانتظام.
- زيارة الطبيب عند الشعور بأحد أعراض المَرَض من أجل الخضوع للتشخيص وبدء رحلة العلاج.
لخّصنا في مقالنا الذي كان بعنوان “تجربتي مع اصلاح ثقب بين الاذينين وارتجاع الصمام الميترالي” تجربة أحد الأشخاص مع ذلك المرض، كما أوضحنا فيه مجموعة نصائح لمرضى ارتجاع الصمام الميترالي، نتمنى الاستفادة لكل القُرَّاء.