الجذع الشرياني المشترك هو عيب قلبي نادر يوجد عند الولادة (خلقي)، وإذا كان الطفل يعاني من الجذع الشرياني المشترك، فهذا يعني أن هناك وعاء دموي واحد يخرج من القلب، وعادة ما يكون هناك وعاءان دمويان منفصلان يخرجان من القلب. وبالإضافة إلى ذلك يكون هناك ثقب يُعرف بإسم عيب الحاجز البطيني بين غرفتي القلب السفليتين
وينتج عن الجذع الشرياني المشترك اختلاط الدم الخالي من الأكسجين الذي يجب أن ينتقل إلى الرئتين، مع الدم الغني بالأكسجين الذي يجب أن ينتقل إلى باقي الجسم، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل شديدة في الدورة الدموية.
المحتويات
- 1 أعراض الجذع الشرياني المشترك
- 2 أسباب الجذع الشرياني المشترك
- 3 الجذع الشرياني المشترك لدى حديثي الولادة
- 4 عوامل خطر الجذع الشرياني المشترك في الاصابة بهذه الحالة
- 5 مضاعفات الجذع الشرياني المشترك
- 6 الجذع الشرياني المشترك لدى البالغين
- 7 الوقاية من الجذع الشرياني المشترك
- 8 تشخيص الجذع الشرياني المشترك
- 9 علاج الجذع الشرياني المشترك
أعراض الجذع الشرياني المشترك
غالباً ما تحدث علامات وأعراض الجذع الشرياني المشترك في الأيام القليلة الأولى من الحياة، وتتضمن ما يلي: تلون الجلد باللون الأزرق (زرقة). سوء التغذية. خفقان القلب بشدة. النعاس المفرط. سوء النمو. ضيق التنفس. سرعة التنفس.
أسباب الجذع الشرياني المشترك
يحدث الجذع الشرياني المشترك أثناء نمو الجنين عند تطور نمو قلب الطفل، وبالتالي فإنه يوجد عند الولادة (خلقي). وفي معظم الحالات يكون السبب غير معروف. وتساعد النظرة العامة على هيكل ووظيفة القلب في فهم عيوب الجذع الشرياني المشترك.
مما يتكون القلب
يتكون القلب من أربعة غرف ضخ تقوم بتدوير الدم. وتتحكم أبواب تلك الغرف (الصمامات) في تدفق الدم، حيث تفتح وتغلق، للتأكد من تدفق الدم في اتجاه واحد.
وغرف القلب الأربعة هي: الأذين الأيمن، الغرفة العلوية اليمنى التي تتلقى الدم الخالي من الأكسجين من الجسم، وتنقله إلى البطين الأيمن. البطين الأيمن، الغرفة السفلية اليمنى التي تضخ الدم من خلال وعاء دموي كبير يُسمى الشريان الرئوي إلى الرئتين حيث يتم إعادة إمداد الدم بالأكسجين.
الأذين الأيسر، الغرفة العلوية اليسرى التي تتلقى الدم الغني بالأكسجين من الرئتين، وتنقله إلى البطين الأيسر. البطين الأيسر، الغرفة السفلية اليسرى التي تضخ الدم الغني بالأكسجين من خلال وعاء دموي كبير يُسمى الشريان الأورطي إلى باقي الجسم.
نمو القلب الطبيعي
يُعتبر تشكيل قلب الجنين عملية معقدة، ويتكون عند جميع الأطفال في وقت معين وعاء دموي كبير واحد (الجذع الشرياني) يخرج من القلب. ومع ذلك أثناء النمو الطبيعي للقلب، ينقسم هذا الوعاء الدموي الكبير إلى جزئين. ويصبح أحد الجزئين هو الجزء السفلي من الشريان الأورطي، والذي يتصل بالبطين الأيسر، ويصبح الجزء الآخر هو الجزء السفلي من الشريان الرئوي.والذي يتصل بالبطين الأيمن. ويتطور البطينان أثناء هذه العملية أيضاً إلى غرفتين منفصلتين عن طريق جدار (حاجز).
الجذع الشرياني المشترك لدى حديثي الولادة
بالنسبة للأطفال الذين وُلدوا مصابين بالجذع الشرياني المشترك، لا يكتمل انقسام الوعاء الدموي الكبير المنفرد إلى وعائين دمويين منفصلين. كما ولا يغلق الجدار الفاصل بين البطينين بشكل كامل، مما يؤدي إلى وجود وعاء دموي واحد يخرج من القلب، وثقب كبير بين الغرفتين (عيب الحاجز البطيني).
وبالإضافة إلى العيوب الأساسية للجذع الشرياني، غالباً ما يكون الصمام المتحكم في تدفق الدم من البطينين إلى الوعاء الدموي الكبير المنفرد (الصمام الجذعي) متضرراً، مما يسمح بتدفق الدم عائداً إلى الخلف إلى القلب.
عوامل خطر الجذع الشرياني المشترك في الاصابة بهذه الحالة
حين أن السبب الدقيق لعيوب القلب الخلقية، مثل الجذع الشرياني غير معروف، إلا أنه هناك عدة عوامل تؤدي إلى زيادة خطر ولادة الطفل مصاباً بحالة قلبية، وتتضمن هذه العوامل ما يلي:
- الأمراض الفيروسية أثناء الحمل، إذا أُصيبت المرأة بـ الحميراء (الحصبة الألمانية)، أو مرض فيروسي آخر أثناء الحمل المبكر، فإنه يزيد خطر إصابة طفلها بـ عيوب القلب الخلقية.
- سوء السيطرة على مرض السكري أثناء الحمل، حيث يؤدي عدم السيطرة على مرض السكري بشكل جيد إلى زيادة خطر الإصابة بعيوب الولادة، بما في ذلك عيوب القلب.
- تناول بعض الأدوية أثناء الحمل، فلا يُنصح باستخدام العديد من الأدوية أثناء الحمل بسبب المخاطر المحتملة على الجنين.
- بعض الاضطرابات الكروموسومية (الصِبغية)، حيث يعاني الأطفال المصابين بـ متلازمة دي جورج، أو متلازمة الحنك والقلب والوجه، من زيادة خطر الإصابة بالجذع الشرياني. وتنتج هذه الحالات عن كروموسوم إضافي أو متضرر.
- التدخين أثناء الحمل، حيث يؤدي الاستمرار في التدخين أثناء الحمل إلى زيادة خطر ولادة الطفل مصاباً بعيب خلقي.
مضاعفات الجذع الشرياني المشترك
ينتج عن تكوين القلب الغير طبيعي للجذع الشرياني مشاكل شديدة في الدورة الدموية، حيث يختلط الدم الغني بالأكسجين مع الدم الخالي من الأكسجين، بسبب عدم انفصال البطينين، وخروج جميع الدم من وعاء دموي منفرد، مما يؤدي إلى وجود الدم الذي لا يحمل الأكسجين الكافي.
ويتدفق الدم المختلط من الوعاء الدموي الكبير المنفرد إلى الرئتين وشرايين القلب، وباقي الجسم. وإذا كان طفلكِ يعاني من الجذع الشرياني، فعادة ما تؤدي الدورة الدموية الغير طبيعية إلى ما يلي:
مشاكل الجهاز التنفسي، حيث يؤدي توزيع الدم الغير طبيعي إلى تدفق الكثير جداً من الدم إلى الرئتين، كما تؤدي زيادة السوائل في الرئتين إلى صعوبة تنفس طفلكِ. ارتفاع ضغط الدم في الرئتين (ارتفاع ضغط الدم الرئوي)، يُسبب زيادة تدفق الدم إلى الرئتين ضيق الأوعية الدموية في الرئتين، مما يؤدي إلى زيادة ضعط الدم في الرئتين، وزيادة صعوبة ضخ قلب طفلكِ للدم إلى الرئتين.
تضخم القلب، يُجبر ارتفاع ضغط الدم الرئوي وزيادة تدفق الدم من خلال القلب، قلب طفلكِ على العمل بشكل أكبر من الطبيعي، مما يؤدي إلى تضخمه. ويضعف القلب المتضخم تدريجياً. فشل القلب، حيث يؤدي زيادة عبء العمل، وسوء إمداد الأكسجين أيضاً إلى ضعف قلب طفلكِ. ويمكن أن تساهم هذه العوامل في فشل القلب، وعدم قدرة القلب على إمداد الجسم بالدم الكافي.
المضاعفات اللاحقة في الحياة
قد تحدث المضاعفات الأخرى المرتبطة بالجذع الشرياني لاحقاً في الحياة، حتى مع إجراء الإصلاح الجراحي الناجح للقلب أثناء مرحلة الطفولة، وتتضمن ما يلي:
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي التدريجي.
- تسريب صمامات القلب (قلس). اضطرابات نبضات القلب.
- مشاكل متعلقة بالعملية السابقة.
وتتضمن العلامات والأعراض الشائعة لهذه المضاعفات ضيق التنفس عند ممارسة التمارين الرياضية، والدوخة، والإعياء، وتورم البطن، وتورم في الساقين والقدمين، والإحساس بـ خفقان القلب.
الجذع الشرياني المشترك لدى البالغين
يمكن في حالات نادرة أن يتخطى الشخص المصاب بالجذع الشرياني مرحلة الطفولة بدون إصلاح جراحي للقلب، ويعيش في مرحلة البلوغ. ومع ذلك فإن الأشخاص المصابين بهذه الحالة سوف يعانون حتماً من فشل القلب، وارتفاع ضغط الدم الرئوي (متلازمة آيزنمنغر).
وتحدث هذه المتلازمة بسبب تلف الرئة الدائم الناتج عن ارتفاع ضغط الدم الرئوي، مما يؤدي إلى تدفق المزيد من الدم متجاوزاً الرئتين تماماً.
الوقاية من الجذع الشرياني المشترك
لا يمكن الوقاية من عيوب القلب الخلقية، مثل الجذع الشرياني في معظم الحالات. وإذا كان لديكِ تاريخ عائلي من عيوب القلب، أو إذا كان لديكِ طفل مصاب بالفعل بعيب قلبي خلقي، قد تتحدثين أنتِ وشريكك مع مستشار وراثي، وطبيب القلب ذو الخبرة في عيوب القلب الخلقية قبل اتخاذ القرار بشأن الحمل
واذا كنتِ تفكرين في الحمل، فهناك عدة خطوات يجب عليكِ اتباعها للمساعدة في التأكد من صحة طفلكِ، وتتضمن ما يلي:
- الحصول على اللقاح قبل الحمل، فقد تكون بعض الفيروسات ضارة جداً أثناء الحمل، مثل الحميراء (الحصبة الألمانية)، لذا فمن المهم التأكد من تحديث تطعيماتكِ قبل الحمل.
- تجنب الأدوية الخطيرة، فيجب عليكي أن تتحققي مع طبيبكِ قبل تناول أي أدوية إذا كنتِ حامل، أو تفكرين في أن تصبحين حامل، حيث هناك العديد من الأدوية التي لا يُنصح بها أثناء الحمل.
- تناول حمض الفوليك، فتعتبر إحدى الخطوات القليلة التي يمكنك اتباعها لمنع العيوب الخلقية، بما في ذلك النخاع الشوكي، والدماغ، وربما عيوب القلب، هي تناول 400 ميكروجرام من حمض الفوليك يومياً.
- السيطرة على مرض السكري، فإذا كنتِ تعانين من مرض السكري، تحدثي مع طبيبكِ بشأن مخاطر الحمل المرتبطة بمرض السكري، وكيفية السيطرة على المرض بشكل أفضل أثناء الحمل.
تشخيص الجذع الشرياني المشترك
- متابعة النمو عندما يُولد الطفل يتم تسجيل طول، ووزن، ومحيط رأسه، ويتم تسجيل هذه القياسات في جميع المواعيد المنتظمة مع طبيب طفلكِ. وسوف يقوم الطبيب بتكرار هذه القياسات أثناء موعد خاص، ويحدد إذا ما كان هناك أي تأخر في النمو.
- وسوف يستمع طبيب طفلكِ أيضاً إلى الرئتين لتقييم تنفسه، واحتمالية وجود سوائل في الرئتين.
- وسوف يستمع الطبيب أيضاً إلى قلب طفلكِ لتحديد إذا ما كان هناك نبضات قلب غير منتظمة، أو صوت غير طبيعي ناتج عن اضطراب تدفق الدم (لغط القلب).
- وبالنسبة للأطفال المصابين بالجذع الشرياني، يتم تقديم الرعاية الطبية لهم عن طريق طبيب قلب الأطفال جنباً إلى جنب مع جراح القلب، وغالباً فريق كامل من الأخصائيين، أما بالنسبة للبالغين المصابين بالجذع الشرياني، يتم تقديم الرعاية الطبية لهم عن طريق طبيب القلب ذو الخبرة في العيوب الخلقية للبالغين، وجراح القلب للعيوب الخلقية، وغالباً فريق كامل من الأخصائيين.
- فحص الايكو (فحص القلب بالموجات الصوتية) يُظهر فحص القلب بالموجات الصوتية هيكل، ووظيفة قلب طفلكِ،
- الأشعة السينية يستخدم فحص الأشعة السينية الإشعاع لإنتاج صور ثابتة للأعضاء والهياكل الداخلية. ويمكن أن تُظهر الأشعة السينية للصدر لطفلكِ حجم القلب، والتشوهات في الرئتين، وزيادة السوائل في الرئتين.
- الاشعة المقطعية
- القسطرة القلبية
- الرنين المغناطيسي
علاج الجذع الشرياني المشترك
- يجب أن يخضع الأطفال الرضع المصابين بالجذع الشرياني إلى إجراء عملية جراحية. وقد تكون هناك حاجة لعدة إجراءات أو عمليات جراحية، خاصة مع نمو طفلكِ.
- ويمكن أن يتم إعطاء الأدوية قبل العملية الجراحية للمساعدة في تحسين صحة القلب. ويجب على الأطفال، والبالغين الذين خضعوا لإصلاح الجذع الشرياني جراحياً متابعة الفحوصات بانتظام مع الفريق الطبي لأمراض القلب الخاص بهم. الأدوية تتضمن الأدوية التي يمكن أن يتم وصفها قبل العملية الجراحية ما يلي: مدرات البول، والتي تُسمى غالباً أقراص الماء، حيث تساعد على زيادة تكرار وحجم التبول، مما يمنع تراكم السوائل في الجسم، والذي يعتبر أثراً شائعاً لفشل القلب. عوامل تؤثر على التقلص العضلي، حيث يعمل هذا النوع من الدواء على تقوية تقلصات القلب.
الإجراءات الجراحية
يخضع معظم الأطفال الرضع المصابين بالجذع الشرياني إلى إجراء عملية جراحية في خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة. ويعتمد الإجراء المُحدد على حالة طفلكِ، ويعتبر الأكثر شيوعاً هو قيام جراح طفلكِ بما يلي: إغلاق الثقب بين البطينين باستخدام رقعة. الفصل بين الجزء العلوي من الشريان الرئوي والوعاء الدموي الكبير المنفرد. زراعة أنبوب (قناة)، وصمام لتوصيل البطين الأيمن بالجزء العلوي من الشريان الرئوي، مما يخلق شريان رئوي جديد كامل. إعادة تكوين وعاء دموي كبير منفرد، وشريان أورطي لخلق شريان أورطي جديد كامل.
- وسوف يحتاج طفلكِ بعد العملية الجراحية التصحيحية إلى رعاية المتابعة مدى الحياة مع طبيب القلب لمراقبة صحة القلب. وقد يُوصي طبيب القلب بأن يحد طفلكِ من النشاط البدني، خاصة الرياضات التنافسية الشاقة. وقد يحتاج طفلكِ إلى تناول المضادات الحيوية قبل إجراءات الأسنان، والإجراءات الجراحية الأخرى للوقاية من العدوى. ويعتبر استئناف العمليات الجراحية لاستبدال صمام القناة أمراً ضرورياً مع تقدم عمر الطفل، وذلك لأن هذه القنوات الاصطناعية لا تنمو مع طفلكِ.
اقرا المزيد