المحتويات
الثقب بين الاذينين
ما هوالثقب بين الاذينين ؟. ثقب بين الاذينين هو عيب خِلقى فى الجدار العضلى الفاصل بين شِقَّى (حجرتى ) الجزء العلوى من القلب ، أى بين الأذين الأيمن و الأذين الأيسر ، و يحدث هذا العيب بسبب عدم اكتمال نمو ( إنغلاق ) جزء من هذا الجدار الفاصل بين الأذينين ، بصورة طبيعية .
ما هى أسباب حدوث الثقب بين الاذينين؟
تـُعْزَى أسباب حدوث حوالى ۱۰ ٪ من إجمالى عيوب القلب الخِلقِيَّة إلى خلل فى اﻠﭽينات الوراثية . و من المُرَجَّح أنّ العوامل البيئية المحيطة بالأم ، خاصة التى لديها الإستعداد الوراثى لنقل إحدى هذه العيوب ؛ قد تتسبب أيضا فى حدوث معظم عيوب القلب الخِلقِيَّة . تشمل هذه العوامل البيئية : تعاطى الكحوليات ، و تناول العقاقير من باعة الشوارع ، و أيضا الإصابة ببعض الأمراض مثل السكر ، و الذئبة الحمراء ، و الحصبة الألمانية .
من هم المُصابون بالثقب بين الاذينين ؟
تمثل عيوب الثقب بين الاذينين بكافة أنواعه ٧ ٪ من مجموع عيوب القلب الخِلقِيَّة ، و هى تحتل المركز الثالث بينها . بالإضافة إلى ذلك ، تُعتبر عيوب الثقب الأذينى الجدارى أكثر أنواع عيوب القلب الخِلقِيَّة انتشارًاً لدى البالغين ، كما أنه أكثر شيوعًا لدى السيدات عن الرجال .
ما هى الآثار البعيدة المدى لعيوب الثقب بين الاذينين ؟
وظيفة القلب الطبيعية هى أن يقوم الجزء الأيمن منه بضَخّ الدم الغير مُؤَكّسَدّ ( أى المحتوى على نسبة منخفضة من الأﻜﺳﭽـين ) ليصل إلى الرئتين ؛ بينما يَضُخّ الجزء الأيسر الدم المُؤَكّسَدّ ( أى المحتوى على نسبة مرتفعة من الأﻜﺳﭽـين ) ليصل إلى أعضاء الجسم .
عند وجود ثقب بالجدار الفاصل بين الأذين الأيمن و الأيسر يمتزج الدم فى كل منهما بعضه ببعض ، و يقترن ذلك بنقص فى كفاءة أداء القلب .تزداد احتمالية التعرض للمخاطر مع ازدياد حجم الثقب ( أى إذا كان قطره أكبر من ٢ سنتيمتر) . تشتمل هذه المخاطر على :
- تضخم فى الجزء الأيمن من عضلة القلب ( مما يؤدى إلى قصور فى كفاءة أو إلى ” تهاوى ” الناحية اليمنى من القلب )
- إختلال فى انتظام و معدل ضربات القلب : مثل الخفقان الأذينى العشوائى الكاسح Atrial Fibrillation / AF و الخفقان الأذينى العشوائى السريع Atrial Flutter. يصيب هذان النوعان حوالى ٥٠ ٪ إلى ٦٠ ٪ من البالغين فوق سن الأربعين المصابين بالثقب الأذينى الجدارى .
- السكتة القلبية
- إرتفاع ضغط الشريان الرئوى ( و هو الشريان الذى يمد الرئتين بالدم ) . من المعروف أنّ الدم يَسْرِى ، فى الأحوال الطبيعية ، من الشق الأيسر إلى الشق الأيمن من القلب .
لكن فى حالة الإصابة بالثقب الأذينى الجدارى المقترن بارتفاع ضغط الشريان الرئوى ، ينعكس اتجاه سريان الدم عن الطبيعى ، أى يتغير المسار ، و ذلك بمروره عبر هذا الثقب ( حيث ينتقل الدم من الأذين الأيمن إلى الأذين الأيسر ) . و بالتالى يترتب على هذا نقص فى مستوى الأﻜﺳﭽـين بالدم ، و تعرف هذه الحالة باسم ” متلازمة أيزنمنجر ” . يؤدى تضخم الجزء الأيمن من عضلة القلب إلى حدوث ارتشاح فى الصمام الثلاثى المُسَنَّن ” Tricuspid valve”
ما هى أعراض الثقب بين الاذينين ؟
بالرغم من وجود الثقب بين الاذينين منذ الولادة ؛ إلاّ أنه عادة لا يُصاحَب بأى أعراض ، و يظل مجهولا حتى سن البلوغ . فى بعض الأحيان يتم تشخيصه مُصادفة ، أثناء إجراء المريض أشعة عادية على الصدر ؛ حينئذٍ يُكتشف التضخم فى الجزء الأيمن من القلب .
عند سن الخمسين ، تبدأ معاناة المريض المصاب بالثقب بين الاذينين ، بظهور بعض الأعراض مثل : عدم القدرة على التنفس بعمق ، فقد الوعى ( الإغماءة ) ، عدم انتظام ضربات القلب ، و الشعور بالإرهاق بعد بذل أى مجهود بدنى بسيط أو أداء بعض التمارين الخفيفة .
فى حالات عدم اكتمال انغلاق الثقب البيضوى ؛ قد تكون السكتة القلبية هى أولى مؤشرات وجود هذا العيب الخِلقى لدى المريض . لذا يتم تشخيص هذا الثقب البيضوى لدى أكثر من ٤٠ ٪ من حالات السكتة القلبية ؛ إذا ما ثبُت خُلو المريض من عوامل الخطورة الأخرى المسببة لها .
ما هى طرق تشخيص الثقب بين الاذينين ؟
يتم التثبت من وجود هذا العيب عن طريق الفحوصات الآتية :
- رسم القلب الكهربائى : و هو رسم بيانى لتسجيل النشاط الكهربائى داخل القلب ( أى أثناء خفقان القلب )
- أشعة عادية على الصدر : لتقدير حجم القلب و الأوعية الدموية التى تمد الرئتين بالدم
- الموجات فوق الصوتية ( الأشعة التليفزيونية ) عبر الصدر / الموجات فوق الصوتية المُلونَة ( دوپلر )
- الفحص الأول يعطى صورا للقلب و الفحص الثانى يحدد سرعة سريان الدم داخله ، و كلاهما يُقيِّمان التركيب الهيكلى و الأداء الوظيفى للقلب
- الموجات فوق الصوتية عبر المرئ / الموجات فوق الصوتية المُلونَة ( دوپلر ) : الموجات فوق الصوتية عبر المرئ تعطى صورا أكثروضوحا للأذينين ، مع التحديد بدِقّة متناهية حجم و شكل العيب الخلقى ، و كذلك تُـقـيِّم حالة صمامات القلب . و باستعانة الطبيب بهذا النوع من الفحص ، يتسنى له بسهولة و يُسر التفريق بين أنواع الثُقب الأذَيْنِىّ الجِدارى ، أى إذا كان نوعه بسبب عدم انغلاق ( بقاء ) الثقب البيضوى أم من الأنواع الأخرى .
- الموجات فوق الصوتية داخل القلب / الموجات فوق الصوتية المُلونَة ( دوپلر ) : يُجرى هذا الفحص بإدخال كاميرا متناهية الصغر (و هى مسبار جهاز الموجات فوق الصوتية ) إلى حجرات القلب ؛ عَبْر إحدى الأوردة الطَرَفِيّة . و بواسطة هذا الفحص يمكن تحديد حجم و شكل العيب الخِلقى بدقة ، و كذلك معرفة اتجاه سريان الدم من خلاله . يُلجأ لهذا الفحص أثناء عملية إغلاق الثقب الخِلقى ، التى تتم عن طريق الجلد ؛ أى أن هذه الطريقة فى الإصلاح غير جراحية .
- قسطرة الناحية اليمنى من القلب : تتم بإدخال أنبوبة دقيقة الحجم ( أى القسطرة ) ؛ عَبْر إحدى الأوردة الطَرَفِيّة حتى تصل إلى القلب ، حيث يتم بواسطتها قياس كل من ضغط الدم و كمية الأﻜﺳﭽـين ( درجة التشبع بالأﻜﺳﭽـين ) فى الدم ؛ داخل كل حجرة من حجرات القلب على حدة ، إذ تعتبر درجة تشبع الدم بالأﻜﺳﭽـين مؤشراً لكمية الدم المارة عبر هذا الثقب : و ذلك عن طريق حساب فارق الزيادة فى مستوى الأﻜﺳﭽـين خلف الثقب الأذينى الجدارى . كما يمكن أيضا المرور بهذه القسطرة القلبية عبر الثقب لتحديد حجمه ؛ إما باستعمال بالون أو حقن صبغة داخل تجويف الأذين الأيسر ( فحص الأذين بالصبغة ) .
- قسطرة الناحية اليسرى من القلب : أثناء إجراء هذا الفحص ، يتم عمل رسم للأوعية الدموية بالقلب ( و ذلك بحقن مادة صبغية داخلها عن طريق القسطرة ) ؛ بهدف تقييم مدى خطورة مرض الشريان التاجى إن وجد .
ما هى كيفية علاج الثقب بين الاذينين ؟
يتوقف علاج الثقب بين الاذينين على كل من : نوع و حجم الثقب ، مدى تأثيره على القلب ، و كذلك إذا كان مُصاحبا بالمضاعفات أو بحالات مرضية أخرى ؛ مثل ارتفاع ضغط الشريان الرئوى ، اضطراب فى إحدى الصمامات ؛ و كذلك القصور فى الشريان التاجى .
بوجه عام ؛ ينصح الأخصائيون فى هذا المجال بإصلاح هذا العيب ؛ إذا تسبب اتساع فوهة الثقب الأذينى الجدارى فى كل من : نزوح كميات كبيرة من الدم عبر الثقب فى اتجاه عكسى للمجرى الطبيعى ( Shunting ) ، و تضخم فى الجزء الأيمن من القلب .
تتناسب درجة إنعكاس مجرى الدم عبر هذا الثقب بين الاذينين بدلا من المسار الطبيعى ) ( Shunting ؛ تناسبا طرديا مع مقدار اتساع فتحته ، و بالتالى كلما ازداد سريان الدم عبرهذا الثقب كلما ازدادت المضاعفات طويلة الأجل مثل : الخفقان الأذينى العشوائى الكاسح AF و ارتفاع ضغط الشريان الرئوى .
و يتم تقدير حجم هذا الإنعكاس فى مجرى الدم المار عبرالثقب بدلا من المسار الطبيعى : بواسطة الموجات فوق الصوتية على القلب ، الرنين المغناطيسى ، أو قياس درجة تشبع الدم بالأﻜﺳﭽـين أثناء إجراء القسطرة القلبية . و بالمثل أثبتت الفحوصات بكل من الموجات فوق الصوتية و الرنين المغناطيسى ؛ أنّ حجم التضخم فى الجزء الأيمن من القلب يتناسب تناسبا طرديا مع درجة الإنعكاس فى اتجاه سريان مجرى الدم .
طرق إصلاح الثقب بين الاذينين
العلاج الغير الجراحى
هو عبارة عن سِدّادة ( رقعة ) تُمَرَّر عبر الجلد لغلق الثقب بدون جراحة ، و يُعتَبر هذا العلاج الغير جراحى الوسيلة المفضلة لإصلاح معظم الأنواع الثانوية للثقب الأذينى الجدارى ، و لكن يُضطر اللجوء إلى الجراحة لإصلاح باقى الأنواع الأخرى ( ينظر العلاج الجراحى فى الأسفل ) . إنّ طبيبك الخاص هو الذى يقرر لك أفضل وسيلة علاج مناسبة لحالتك .
أجازت ” إدارة الغذاء و الدواء الأمريكية ” نوعين من أجهزة غلق الثقب بالسِدّادة : جهاز أمْپلاستر و جهاز جورهِلِكْس . يختلف الجهازان عن بعضهما فى التصميم و لكن يتشابهان فى طريقة التركيب داخل القلب و كيفية الأداء .
تُثـبّت السِدّادَة فى قسطرة قلبية ، التى يتم إدخالها عبر إحدى أوردة منطقة الأَرْبِيَّة ( منطقة أعلى الفخذ عند ثنية البطن ) ، و تدفع بهدوء عبر الوريد حتى تصل إلى القلب و تمرر خلال الثقب ، ثم تُدفع السدادة من هذه القسطرة ، و يتم ذلك عن طريق الإسترشاد ، طوال الوقت ، بالأشعة السينية التداخلية و المتابعة بالموجات فوق الصوتية داخل القلب . و بينما ُتدفع هذه السِدّادة تدريجيا ( بعيدا عن القسطرة ) تبدأ فى الإنبساط و تغطى حافة الثُقب الأذَيْنِىّ الجِدارى تماما فتسُدُّه بإحكام . مع مرور الوقت ، تنمو الأنسجة من على جانبى هذه الرقعة و تكسوها وهكذا تصير كجزء متكامل مع نسيج القلب .
قبل إدخال السِدّادة الغالقة للثقب عبر الجلد ، تُجْرَى للمريض قسطرة قلبية ، لتحديد أبعاد و مكان الثقب ، و أيضا لقياس ضغط الدم داخل حجرات القلب .
خلال مدة الستة أشهر الأولى على الأقل من إجراء هذه العملية ؛ يتوجب على المريض تناول الأدوية المانعة أو المذيبة للجلطة مثل : الأسبرين ، أو الكلوپيدوجْرِلّ ، أو الوَرْفارِين ( الكومادين ) و ذلك لمنع حدوث جلطات على سطح هذه الرقعة .
العلاج الجراحى
كان العلاج الجراحى هو الإختيار الوحيد المُتاح لإصلاح الثقب بين الاذينين ، بغض النظر عن نوع هذا الثقب ، و ذلك قبل اكتشاف طريقة العلاج الغيرجراحية عبر الجلد . أما الآن يقتصر استخدام الجراحة على إصلاح القليل من النوع الثانوى و باقى الأنواع الأخرى من الثقب .
يلزم لإصلاح هذا الثقب جراحيا استخدام رقعة من الأنسجة ، يفضل أخذها من الغشاء التيمورى ( و هو الغشاء المُحيط بالقلب ) لنفس المريض . و فى بعض الأحيان يُمكن غلق الثقب بين الاذينين الثانوى باستخدام الغرز الجراحية فقط .