بروز عظمة القص بعد عملية القلب المفتوح

تُعد مشكلة بروز عظمة القص من الحالات التي يُعاني منها بعض الأطفال، تعرّف على أعراض بروز عظمة القص بعد عملية القلب المفتوح واسبابها وطرق العلاج منها .

المحتويات

القفص الصدري

يُعَدُّ القفص الصدري – Thoracic cage جُزءًا من هيكل الإنسان العظمي، الذي يتكوَّن مما يأتي:

  • هيكل محوري، والذي يشمل الجُمجمة – العمود الفقري – القفص الصدري.
  • هيكل طرفي.

والقفص الصدري لدى الإنسان يشتمل على ما يلي:

  • أربعة وعشرون ضلعًا مُفردًا؛ أي 12 زوجًا من الأضلاع، والتي يرتبط جُزء منها بعمود الإنسان الفقري.
  • عشرون ضلعًا أوَّل مُتَّصل من الجهة الأمامية بعظمة القص.
  • هناك ستَّة أضلاع أولى مُتَّصلة بشكل مباشر بالقص نفسه. وهناك ضلوع أربعة أخرى متصلة بشكل مباشر بعظمة القص من خلال الغضروف الموجود بالضلع رقم سبعة.
  • زوجان سُفليان سائبان يُطلق عليها ضلوع عائمة.

والجدير بالذكر أن عظم القص – sternum تتكوَّن من ثلاث عظام تلتحم مع بعضها البعض بشكل كامل. وتتلخَّص وظيفة القفص الصدري في ما يلي:

وظيفة القفص الصدري

  • تقديم الحماية للرئتين والقلب.
  • دور رئيسي في عملية التنفس.
  • تقديم الحماية للأوعية الدموية الرئيسية، والتي تشمل: الكُلى – الكبد – الطحال.

عموما تعد مشكلة تشوه الصدر مشكلة نادرة نسبياً بالنسبة للمراهقين ولكن من الممكن أن تؤثر بشكل سلبي على حب الذات وقد تؤدي إلى صعوبات في عمل القلب والرئتين.

تعتبر حالات تشوه الصدر عيوب خلقية ومن الممكن أن تكون واضحة عند الولادة أو لاحقاً في مرحلة الطفولة وغالباً ما تتقدم سريعاً خلال سن البلوغ. ولأن تشوهات الصدر تؤثر على شكل الصدر فتجعل بعض الأطفال غير سعداء بشكل جسدهم، مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم.

حتى لو لم يسبب تشوه الصدر أي مشاكل جسدية، ينصح بالعلاج لتعزيز حب الطفل لذاته وتحسين جودة حياته.

لحسن الحظ يتوفر، بمستشفيات رويال برومبتون وهارفيلد المتخصصة بلندن، أساليب علاجية طفيفة التوغل والتى يمكن أن تعيد الصدر للشكل الطبيعي بأمان.

أنواع تشوهات الصدر اللي تحتاج جراحة تشوه الصدر

في البداية، لا بُدَّ من التنويه بأن السبب من وراء بعض أنواع إصابة القفص الصدري بالتشوُّهات أو ما يُطلق عليه علميًّا اعوجاج القفص الصدري، لم يتم التَّوصُّل لها بعد من الباحثين بشكل قاطع، لكن الأسباب المعروفة لحدوث تشوُّهات الصدر بصفة عامة، هي حدوث خلل معين هو الذي له التأثير الأكبر على الجزء الأمامي من القفص الصدري. ومن أنواع تشوُّهات القفص الصدري الشائعة والنادرة ما يلي:

أنواع تشوُّهات الصدر المُختلفة ونسبة الإصابة بها

هناك كثير من أنواع تشوُّهات الصدر كما أكدت المحافل الطبية، لكن هذه الأنواع تتراوح نسبة الإصابة بها لدى الأفراد. فمنها الأقل شيوعًا، ومنها الأكثر إصابة، وسيتم توضيح هذه النقطة في النقاط القادمة:

تشوُّهات الصدر الجؤجؤي – Pectus carinatum

وهي تشوُّهات قليلة الإصابة، وتحدث نتيجة خلل يُؤثِّر على القفص الصدري. وينتج عن هذا التشوُّه بُروز العظمة الصدرية إلى الناحية الأمامية، ويبدأ هذا النوع في الظهور بعد مرحلة البلوغ، ونسبة الإصابة به بين الذكور أعلى بكثير من الإناث. ويتم التعامل من أجل إصلاح هذا الخلل من خلال اللجوء إلى الجراحة.

تشوُّهات الصدر المعروفة بصدر الإسكافي أو الجنف – Scoliosis

وفيها تبرز عظمة الصدر في الجُزء الخلفي من القفص الصدري، وتنتشر كذلك بأعلى نسبة لدى الذكور، والعلاج يكون بالجراحة، وهذا النوع غير مُنتشر الحدوث ونادر.

تشوُّهات الصدر المقعر – Pectus excavatum

هذا النوع من التَّشوُّه في الصدر هو الأكثر انتشارًا، ويحدث نتيجة وجود تشوُّه خلقي، ويُصيب الجدار الأمامي للقفص الصدري، وهو قريب من تشوُّه صدر الإسكافي، وفي بعض الأوساط الطبية يتم اعتبارهما واحدًا، لكن كان هناك اختلاف بينهما في النواحي التشريحية، وكذلك نسبة الإصابة به، فنجد كما ذكرنا أن التقعر الصدري هو الشائع بنسبة كبيرة، لذا سيتم تناوله بشيء من التفصيل.

التقعر الصدري

علاج التقعر الصدري (جراحة تشوه الصدر) وطرق التشخيص

الصدر المقعر من الحالات التي يتراجع فيها عظم الإنسان إلى داخل صدره، وفي حالة الذروة يبدو الصدر وكأن هناك أحدًا قد قام بحفر جُزء من الصدر، فيبدو وكأنه مُجوَّف في نصف الصدر، مخلفًا وراءه انبعاجًا ذا عُمق كبير، وعند حدوث هذه الحالة للأجنَّة داخل الرحم لا تظهر عليهم الحالة إلا بعد مرور فترة قليلة من الولادة، لكن المشكلة تظهر بوضوح مع اقتراب سن البلوغ والمُراهقة، ولكن ما أسباب ظهور الصدر التقعري؟ وهل يحتاج جراحة تشوه الصدر؟

أسباب الإصابة بتقعر القفص الصدري وعوامل خطر الإصابة به

لم يتم التَّوصُّل إلى الأسباب الحقيقية التي تُؤدِّي إلى إصابة القفص الصدري بالتقعُّر، لكن الإصابة به تعود إلى عصور قديمة من الزمن، فقد كشف بعض الرسوم التي قام بها الرسَّام العالمي دافنشي عن وجود هذا المرض الذي قد جسَّده في لوحاته، إلا أن هناك بعض الباحثين الذين قد أكَّدوا أن سببه ربما يكون وراثيًّا داخل العائلة الواحدة، وهناك بعض الأمراض التي من المُمكن أن تؤدي إلى الإصابة به، ومنها ما يلي:

  • الإصابة بمُتلازمة تيرنر.
  • وجود مُتلازمة نونان.
  • مُتلازمة مارفان.
  • وجود تكوُّن عظم ناقص.
  • الإصابة بمُتلازمة إهلرز – دانلوس.
  • الإصابة باعوجاج العمود الفقري.
  • اعوجاج عظمة القص – sternum.

ويُسمَّى تقعُّر القفص الصدري كذلك الصدر القمعي، والجدير بالذكر أن كل ما سبق ذكره من أسباب، ليس أكثر من تكهُّنات غير مُؤكَّدة، وإنما الشيء الوحيد الذي يحمل تأكيدًا وسندًا علميًّا قائمًا على الأدلَّة، هو أن الإناث أقل إصابة من الذكور به.

عوامل خطر الإصابة بتقعر القفص الصدري

إنَّ الإصابة بتقعُّر القفص الصدري لا تمثل مشكلة شديدة الخطورة، ولكن تكمُن الخطورة في أن يكون هذا التقعُّر له نسبة من الخطر على القلب، وكذلك على الرئتين، وربما أيضًا يعمل هذا التقعُّر على دفع القلب إلى ناحية الجنب، مما يُهدِّد بتراجع أداء عمل الرئتين والقلب، لكن المشكلة الأكثر شيوعًا تكون من الناحية النفسية لدى المريض، وسنتناول عوامل الخطر التي من المُمكن أن يُصاب بها الفرد بشيء من التفصيل.

  • المعاناة النفسية من وضوح التقعر الصدري: من المُمكن للشخص المُصاب بتقعُّر الصدر أن يكون دائمًا مُنحنيًا إلى الأمام، ويُصاحب هذا اتِّساع ملحوظ في الأضلاع وألواح الكتفين، لذا يُعاني الفرد من الخجل من هذا المظهر غير الطبيعي، فينعكس هذا بشكل سلبي؛ فلا يُشارك في أيِّ نشاط رياضي أو سياحي، فضلًا عن اختيار ملابس لا تبرز وجود التقعر الصدري وتجويفه.
  • إصابة القلب والرئتين بمشاكل: تحدث هذه المشاكل لدى الأشخاص المُصابين بتقعُّر صدري شديد، وتتمثَّل هذه المشاكل في زيادة الضغط على القلب، وتقليص مساحة مكان الرئة، كل هذا يؤدي بدوره إلى عدم قيامها بوظائفها على نحو أمثل.

أعراض مُصاحبة للإصابة بتقعر الصدر

وتشمل نوعين من المُصابين؛ النوع الأول: إذا كان الشخص مُصابًا بتقعُّر الصدر البسيط منذ الصِّغَر، فكلما تقدَّم نحو سن البلوغ، برز التقعُّر بشكل بسيط، وهذا هو العرض الوحيد، لكن النوع الثاني من الإصابة في الغالب يكون شديدًا، وله تأثير سلبي على الرئة والقلب، ويُصاحب هذا النوع عدَّة أعراض، وتشمل:

  • عدم المقدرة على بذل مجهود بدني.
  • زيادة ضربات القلب.
  • الشعور بالإرهاق.
  • شعور بألم في الصدر.
  • سُعال يُصاحبه أزيز.
  • نفخة قلبية.
  • الإصابة بالتهابات عديدة ومُتكرِّرة بالجهاز التنفسي.

وبعد ملاحظة كل هذه الأعراض لا بُدَّ من الذهاب للطبيب من أجل الخضوع للفحوصات الطبية والتشخيص الصحيح.

طرق تشخيص التقعُّر الصدري

يحتاج الطبيب إلى عمل فحوصات متخصصة من أجل تحديد مدى الإصابة بالتقعُّر الصدري، وما يُسبِّبه من مشاكل صحية للقلب والرئة، وهذه الفحوصات تتمثَّل في:

  • عمل أشعة سينية على الصدر: وتُظهر هذه الأشعَّة نسبة انخفاض العظام بالصدر، كما تُظهر التغيير الذي حدث لمكان القلب بالجانب الأيسر، وهي أشعَّة لا تُسبِّب ألمًا ولا تتعدَّى الدقائق.
  • تصوير مقطعي محوسب CT: وهذا للمُساعدة في اكتشاف شدَّة التقعُّر، ومعرفة الضغط الواقع على الرئة والقلب، ويتم التقاط صور مُختلفة الزوايا تعمل على إظهار بنية المريض من الداخل.
  • التَّخطيط الكهربائي للقلب: ومن خلاله يتم الكشف عن مُعدَّل ضربات القلب، وما إذا كانت مُنتظمة أم مُضطربة، والوقوف على التوقيت للإشارات الكهربائية المتحكمة في الضربات، وهو فحص لا يُسبِّب الشعور بألم، حيث يتم من خلال توصيل أسلاك خارجية ولصقها بالجسم.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية للقلب: ويُعتبر هذا الفحص من الفحوصات الدقيقة، حيث يقوم بتصوير الوقت الحقيقي الذي يعمل فيه القلب والصمامات الموجودة به، ويتم عمل هذا الفحص من وضع عصا الموجات فوق الصوتية على الصدر.
  • فحص كامل لوظائف الرئة: وذلك من خلال عدَّة اختبارات لتحديد كَمِّ الهواء الذي تحصل عليه الرئتان، والسرعة التي يتم تفريغها له.
  • فحص مُمارسة التمرينات الرياضية: وهذا الاختبار يعمل على المُراقبة الدقيقة لكفاءة عمل الرئة والقلب، وذلك خلال مُمارسة تمرينات رياضية معينة تتم على درَّاجة أو جهاز مشي.

جدير بالذكر أن الطبيب يكتشف وجود صدر مقعر بمجرد الفحص السريري، ولكن كل ما سبق من فحوصات من أجل تحديد نسبة التقعر وما خلَّفه من آثار على القلب والرئة، وبناءً على النتائج يتم وضع خطة العلاج المناسبة.

خطة علاج التقعُّر الصدري

في حالة إذا كان التقعُّر بسيطًا ولا يُؤثِّر على أداء القلب والرئتين، يتم الاكتفاء بالتمرينات الرياضية وعمل العلاج الطبيعي فقط، لكن في حالة إن كان التقعُّر الصدري شديدًا وله أعراض تُؤثِّر على الرئة والقلب، فيكون العلاج من خلال إجراء أنواع متعددة من جراحة تشوه الصدر، وسنتناول بشكل أكثر تفصيلًا هذه الجراحات:

الأنواع المُختلفة لجراحات علاج التقعُّر الصدري

يتم إجراء نوعين من الجراحة، وهذا لمن يُعاني من تقعُّر الصدر المتوسط والشديد، وقد تم التفريق بين نوعي الجراحة على حسب الشق الذي سيتم عمله وما إذا كانت ستتم إزالة غضاريف أم لا:

النوع الأوَّل: جراحة عمل شقوق صغيرة

وفيها يتم عمل بعض الفتحات الصغيرة من ناحية جنب الصدر، وبالتحديد أسفل كل ذراع، ثم يتم إدخال الأدوات الجراحية من خلال مقبض طويل به كاميرا مُزوَّدة بمجموعة ألياف بصرية تتَّسم بالضيق، يتحرك المقبض تحت العظم الغائر ليقوم برفعه في المكان الطبيعي له، ويتم وضع شرائح لتثبيت العظم في مكانه الطبيعي بمستوى أعلى منه، وبعد مرور فترة تتراوح بين عامين وثلاثة أعوام، تتم إزالة هذه الشرائح.

النوع الثاني: جراحة عمل شق كبير

يقوم الجرَّاح بعمل فتحة كبيرة في منتصف الصدر، من أجل الرؤية المباشرة لعظم الصدر، ويقوم بإزالة أي غضروف مُشوَّه يقوم بربط عظم الصدر المُنخفض مع الأضلاع، ثم يضع عظم الصدر في الوضع الطبيعي من خلال تركيب الدعامات المعدنية، والتي تتم إزالتها بعد مرور فترة تتراوح بين ستة أشهر وعام كامل.

جدير بالذكر أن معظم الذين قاموا بإجراء هذه الجراحات، حصلوا على مظهر طبيعي لمنطقة الصدر، وأكثر النتائج نجاحًا كانت لدى صغيري السن، لكن البالغين أيضًا يحصلون على نتائج مُرضية جدًّا.

تشوه القفص الصدري الأيسر

إنَّ التَّشوُّه الذي يُصيب أضلاع القفص الصدري، في الغالب لا يُمثِّل قلقًا لدى الأطبَّاء إلا إذا كان لهذا التَّشوُّه أثر على عمل الرئة والقلب، وفي الغالب يتحسَّن الوضع كلما زاد الوزن لدى الأطفال، لأن الكُتلة الدهنية والعضلية لديهم في مرحلة النمو والبلوغ تتحسَّن، مما ينعكس على تحسُّن المظهر العام وتقليل شكل البُروز.

أمَّا في حالة وجود حالة تشوُّه القفص الصدري الأيسر – pectus carinatum، والتي تُعرف باسم صدر الحمامة، واتِّخاذها شكل التحدُّب الشديد، لا يجد الطبيب أمامه سوى إجراء جراحة من الأنواع سالفة الذكر، ولكن قبلها من المُمكن اللجوء إلى حزام خاص يتكوَّن من قطعة بلاستيك تقوم بالضغط على الصدر بشكل لطيف، وبعد ارتدائه بشكل دائم ومُنتظم، يتم إصلاح هذا العيب، وتعود الأمور إلى طبيعتها.

شكل القفص الصدري عند الأطفال المُصابين بتشوه في القفص الصدري

يُعَدُّ هذا النوع من التَّشوُّه نادر الحدوث، لكن بصفة عامة هو خلل يُصيب العظام الموجودة في الصدر، ويجعلها تبرُز إلى خارج الجسم، وقد تم علميًّا إطلاق اسم صدر الحمامة عليه.

والجدير بالمعرفة أن هذا النوع لا تتم مُلاحظته إلا بعد دخول الطفل مرحلة الطفولة والمُراهقة، وتكمُن المشكلة في هذا النوع النادر في أن الطفل يشعر بخجل من اختلاف مظهره، ومن المُمكن أن يتطوَّر الأمر إلى المُعاناة من المشاكل الصحية المتمثلة في ضيق نفس يشعر به عند مُمارسة الرياضة، وفي هذه الحالة فإن التَّدخُّل جراحيًّا هو الحل الأمثل للقضاء على هذه المشكلة، حيث يتم وضع دعامة أو مشد من أجل رجوع عظام الصدر إلى حالتها الطبيعية، وخاصَّةً أن الأطفال في هذه الفترة يكونون في طور النمو.

صغر القفص الصدري عند الأطفال

يُصاب الأطفال بصغر القفص الصدري – الضمور الصدري الخانق – نتيجة إصابتهم بمتلازمة تُسمَّى جون، وهي أحد الاضطرابات الوراثية التي تُؤثِّر على نُمُوِّ عظام الصدر بشكلٍ خاصٍّ، والعظام بشكلٍ عامٍّ، فيتعرَّض الطفل الرَّضيع إلى صغر حجم الأضلاع وقصر طولها، ويُعاني من قِصَر طول الساقين والذراعين كذلك، وربما تظهر أصابع زائدة في اليد والقدم. وعندما يُولد الطفل بهذه المُتلازمة يُعاني من وجود ضيق في حجم القفص الصدري، ويتَّخذ الصدر شكل الجرس، مما يعوق نُمو وتوسُّع مكان الرئة ويظهر تأثير هذا على عملية التنفس، وفي الغالب تترك هذه المشكلة أثرًا بالغَ الخطورة، لكنَّ هناك نسبة من الأطفال قد استطاعت أن تمُرَّ منها إلى مرحلة البلوغ والمُراهقة، وكلما مرَّت السنوات تتحسَّن الحالة تدريجيًّا.

بروز عظمة القص بعد عملية القلب المفتوح والتأثير على ثقة المريض والشكل العام

النوعان الأكثر شيوعاً في تشوهات الصدر هما الصدر المقعر (الصدر القمعي) والصدر الجؤجؤي (الصدر الحمامي). يحدث هذا التشوه عندما تكون عظمة القص (عظمة الصدر)، والتى تمتد إلى الأسفل في منتصف الصدر، غائرة في حالة (الصدر القمعي) أو بارزة في حالة (الصدر الحمامي) خارج الصدر.

بروز عظمة القص بعد عملية القلب المفتوح
بروز عظمة القص بعد عملية القلب المفتوح 5

الصورة من اليسار إلى اليمين:

  • صدر طبيعي
  • الصدر المقعر (الصدر القمعي)
  • والصدر الجؤجؤي (الصدر الحمامي)

ليس من المعروف سبب حدوث هذه الحالات، ولكن يعتقد أنها بسبب نمو غضاريف (الأنسجة الناعمة المرنة بين العظام) القفص الصدري بشكل زائد. يمكن لهذه الحالات ألا تكون ملحوظة في مرحلة الطفولة وتبدأ في الظهور خلال قفزة النمو في مرحلة المراهقة.

تحدث هذه الحالات للبنين أكثر من البنات وهي اضطرابات نادرة نسبياً تؤثر على حوالي 1 في كل 1,000 طفل مسببة الصدر القمعي وواحد بين كل 1,500 طفل مسببة الصدر الحمامي وعلى ما يبدو أنها مشكلة وراثية حيث تتكرر الحالات على المستوى العائلي.

يكون القفص الصدري صلب أكثر من اللازم في الحالتين فينتج عنه صعوبة في التنفس، ألم في الصدر واضطراب في ضربات القلب خاصاً مع المجهود البدني، ولكن التأثير الأكبر بالسلب يكون نفسياً.

وبسبب المظهر الخارجي للصدر قد تسبب هذه الحالة حرج شديد للأطفال مما ينتج عنه اكتئاب وتدني حب الذات، فهم في الغالب ينئو بأنفسهم بعيدا عن الأنشطة الاجتماعية والرياضية خاصاً التي تتطلب منهم كشف الصدر مثل السباحة.

تشخيص تشوهات الصدر

يمكن تشخيص الصدر الحمامي بالتقييم البصري. بعض الأطفال من الممكن أن يحتاجوا عمل أشعة مقطعية أو أشعة سينية حتى يتمكن الطبيب أو الجراح من رؤية نمو عظم القص، من الممكن أيضا أن يحتاجوا عمل بعض الفحوصات للتأكد من عمل القلب كما يجب، وعمل اختبارات التنفس للتأكد من مدى جودة عمل الرئة، ممكن أيضا عمل تحليل دم لاستبعاد أي أسباب وراثية مثل متلازمة مارفان ومتلازمة نونان.

قد يكون الصدر القمعي موجود عند الولادة وممكن أن يتطور خلال قفزة النمو السريعة في الأطفال والمراهقين من سن 10 وأكبر. ويمكن للطبيب التشخيص بمجرد النظر لصدر الطفل.

من الممكن طلب الأشعة المقطعية أو الأشعة السينية لتحديد إذا كانت الرئة مضغوطة أو متقلصة، من الممكن أيضاً أن يتطلب الأمر عمل اختبار تنفس لتحديد إذا ما كانت الرئة تعمل بشكل طبيعي أم لا. اختبار الجهد للرئة والقلب وفحوصات القلب توضح للطبيب الكثير عن صحة قلب الطفل.

تقنيات تصحيحية طفيفة التوغل

تاريخياً كانت الإجراءات الطبية لعلاج تشوهات الصدر باضعة وتتطلب إزالة الغضروف المشوه حول عظمة القص جراحياً، ثم يتم استخدام دعم معدني وشبكي لتصليح الشكل وإرجاعه للوضع الطبيعي. ولحسن الحظ الآن يتم تقديم تقنيات أقل جراحة تحت اشراف د وليد اسماعيل

يمكن استخدام دعم للصدر (تقويم) لعلاج الصدر الحمامي حيث أن هذه الحالة لا تتحسن من تلقاء نفسها، تتضمن هذه الطريقة ممارسة الضغط على الضلوع من الأمام والخلف لتحريك عظمة القص لمكانها الطبيعي تدريجياً. يقوم المريض بارتداء هذا الدعم لمدة لا تقل عن شهرين وقد تصل إلى بضع سنوات حيث يعتمد تحديد المدة على بعض التغيرات وشدة التشوه. من الأفضل ارتداء الدعم أكبر عدد ممكن من الساعات في اليوم ويمكن خلعه أثناء الاستحمام أو الأنشطة الرياضية.

إذا كانت حالة الصدر القمعى للطفل شديدة قد تتأثر وظيفة القلب والرئتين، والصدر القمعي يمكن علاجه بتقنيات طفيفة التوغل تعرف بعملية نوس.

يتم إجراء العملية غالباً عندما يصل الطفل لسن المراهقة. يتطلب نهج نوس عمل فتحات صغيرة على جانبي الصدر ووضع من واحد إلى ثلاثة ألواح معدنية منحنية خلف عظم القص لتمارس الضغط عليه لتعيده للوضع الطبيعي. يتم إزالة الألواح بعد مدة تتراوح من سنة إلى ثلاث سنوات وذلك عندما تستقر الضلوع على شكلها الجديد.  

الصدر المقعر (الصدر القمعي)

Nuss%20procedure

عملية نوس لإصلاح الصدر المقعر (الصدر القمعي). يتم إدخال ألواح معدنية من خلال فتحات على جانبي الصدر وتنقلب لرفع عظم القص لإعاداته للوضع الطبيعي.

بروز عظمة القص بعد عملية القلب المفتوح
بروز عظمة القص بعد عملية القلب المفتوح

إذا كان تم تشخيص طفلك بتشوه في جدار الصدر فإن فريقنا من الخبراء المدربين يمكنه عمل تقييم مفصل له وخطة علاج تناسب احتياجه، فريقنا يقوم بمساعدة المرضى بتشوهات الصدر للاستفادة من تحسين ثقة الجسد.

علاج تحدب القفص الصدري في تركيا

ظهرت في الآونة الأخيرة تقنية جراحية جديدة طفيفة التوغل يتم فيها علاج صدر الحمامة عن طريق طريقة الضغط (بدلاً من الاستئصال) تسمى عملية أبرامسون Abramson procedure.

حيث أظهرت بعض الدراسات فعاليتها بشكل كبير عند اختيار المرضى المناسبين.

يتم هذا الإجراء بواسطة شقين معترضين على الجانبين طول كل منهما 3 سم على خط منتصف الإبط عند المستوى الأعظمي للبروز.

يتم إجراء مزيد من التسليخ لكشف الضلع عند مستوى الخط الإبطي الأمامي، ثم يتم إجراء تسليخ غبر حاد تحت الجلد باتجاه القص عبر الشقوق في كلا الجانبين بملقط طويل منحني فيتشكل نفق تحت الجلد.

يوضع قضيب معدني محدب (زرعة) تم تصميمه اعتماداً على شكل بروز الصدر في هذا النفق ويتم إغلاق الشقين.
تقوم هذه الزرعة بتصحيح تبارز القفص الصدري مع الزمن وعلاج حالة صدر الحمامة.

يمكن من خلال هذه التقنية علاج صدر الحمامة دون الحاجة إلى إجراء شقوق جلدية واسعة، وإنشاء سدائل جلدية وعضلية كبيرة، واستئصال أجزاء متنوعة من الأقواس الضلعية الغضروفية، وقطع عظام القفص الصدري، وأشكال مختلفة من إعادة البناء بما في ذلك إعادة زرع العضلات.
يتم أيضاً تجنب التطور المتأخر لصلابة جدار الصدر التي قد تحدث عند إجراء الاستئصال الجداري.

مثل العلاج طفيف التوغل المستخدم في علاج التقعر بعملية تقويم القفص الصدري بالمنظار Nuss procedure، فإن التقنية طفيفة التوغل لتصحيح صدر الحمامة ليس لها أي من العيوب المرتبطة بالتقنيات القائمة على استئصال البنى المتبارزة من جدار الصدر.

كان التوافق مع الزرعة جيدًا، ومع ذلك نوصي بتدليك الجلد الذي يغطي الزرعة من أجل تجنب حدوث أورام مصليّة وفرط تصبغ الجلد والالتصاق باللفافة السطحية.

عملية رافيتش

يتضمن العلاج الجراحي لبروز عظمة القص تقنية تسمى عملية رافيتش Ravitch procedure؛ يتم هذا الإجراء بشق أفقي في منتصف الصدر لإزالة الغضروف الشاذ من الأمام ودفع القص للخلف، ثم وضع دعامات من الفولاذ المقاوم للصدأ عبر جدار الصدر الأمامي لدعم عظم القص، الدعامات غير مرئية من الخارج ويتم إزالتها لاحقًا عبر الجراحة.

إن هذه العملية الجراحية على الرغم من أنها تقدم نتائج مقبولة في علاج الصدر الجؤجؤي إلا أنها تتطلب شقوقاً كبيرة، وإنشاء سدائل جلدية وعضلية كبيرة، واستئصال الأقواس الضلعية الغضروفية، وقطع عظم القص، فهي تعتبر شاقة ولها عيوب ترك عقابيل مثل الندوب الجراحية.

التخدير والعناية أثناء الجراحة

في وقت الجراحة سيتم وضع قثطرة فوق الجافية في ظهر الطفل لإجراء تخدير موضعي مستمر وستبقى في مكانها لعدة أيام.
أثناء ذلك ستعمل قثطرة بولية على تصريف البول من المثانة.
سيتم إدخال قثطرة وريدية من أجل تقديم السوائل والأدوية الوريدية.

في بعض الأحيان تكون هناك حاجة إلى الأكسجين الأنفي وأحيانًا يضع الجراح أنبوباً لتصريف السوائل من منطقة الجراحة.
كل هذه العلاجات مؤقتة وسيتم إيقافها عند عدم الحاجة إليها (عادةً قبل التخريج).

المتابعة بعد الجراحة

يُتوقع أن يقوم الطفل من سريره ويبدأ بالمشي في اليوم التالي للجراحة ويجب أن يتمرن على التنفس العميق للحفاظ على صحة الرئتين وتجنب الإصابة بالالتهاب الرئوي.

يمكن تخريج الأطفال من المستشفى عندما يصبحون قادرين على تناول مسكنات الألم فموياً ويأكلون ويشربون دون صعوبة ولا يعانون من الحمى أو علامات العدوى.

إذا تم وضع مصرف جراحي في وقت العملية فقد يعود الطفل إلى المنزل مع وجود المصرف في مكانه.
سوف يعلمك طاقم التمريض كيفية العناية بالمصرف عندما يكون الطفل في المنزل، عادة ما يتم إزالة المصرف في أول زيارة للعيادة.

مخاطر علاج صدر الحمامة

علاج صدر الحمامة بواسطة الدعامة آمن للغاية، قد يعاني عدد قليل من المرضى من تهيج أو تكسر الجلد الملامس للدعامة، يتم إخبار المرضى بالتوقف عن استخدام الدعامة عند أول علامة على حدوث أي تهيج، ثم يُطلب منهم العودة إلى عيادة الدكتور حيث يمكن تعديل الدعامة.

كما في العمليات الجراحية الواسعة الأخرى فإن علاج الصدر الجؤجؤي جراحياً ينطوي على بعض المخاطر، ففي حين أن عملية رافيتش وعملية رابسون آمنتان يمكن أن تحدث مضاعفات، بما في ذلك:

  • استرواح صدر (تراكم الهواء أو الغاز في الحيز الجنبي المحيط بالرئة)
  • نزف
  • انصباب جنبي (سائل حول الرئة)
  • التهاب تامور (التهاب حول القلب)
  • إنتان
  • انزياح الدعامة المعدنية
  • عودة حدوث حالة صدر الحمامة

الأسئلة الشائعة

الدكتور وليد اسماعيل
الدكتور وليد اسماعيل

استشاري جراحة العيوب الخلقية لقلب الاطفال والكبار.
استاذ جراحة القلب بكلية طب جامعة عين شمس .
زميل الجمعية الاوروبية لجراحة القلب .
زميل الجمعية الامريكية لجراحة القلب .
زميل مستشفى برومتون ورويال لندن ونيوكاسل لجراحة قلب الاطفال

Don`t copy text!